الأحد، 23 أكتوبر 2011

تساؤلات من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

تعددت الآراء وكثرت التفسيرات وتضاربت النتائج في حدث لا نعلم اذا ما كان حقيقيا أم مصطنعا، ‬تلقائيا أم مقصودا، ‬وهو تسرب وثائق سرية من موقع ويكليكس، ‬في ‬العادة وطبقا للمنطق السليم ان الاسباب المنطقية الصحيحة تؤدي ‬الى نتائج مقبولة ولا نقول حتمية واذا نظرنا الى ما قيل من آراء حول موقع ويكليكس وما حدث من تسريب لوثائق سرية ‬يمتلكها، ‬يتضح لنا ان جميع الآراء تمحورت حول هذه النقاط :‬
أولا : ‬ما حدث لمؤسس موقع »‬ويكليكس « ‬جوليان أسانج من اعتقال وهل اعتقاله بناء على تهم حقيقية أم انها تهم مزيفة بهدف النيل منه اثر حدوث التسريبات وهل هذا سيناريو مدروس طبقا لنظرية المؤامرة ام انه وضع طبيعي ‬وقد حدث كثير من مثل هذه الأحاديث من قبل .‬
ثانيا*: ‬ان ما حدث من تسريب هو شيء محتمل حدوثه وهو خارج عن نطاق السيطرة من قبل الدول العظمى التي ‬اظهر الموقع لها الكثير من الوثائق التي ‬تدينها وتكون دليلا على تورطها واحراجها مع دول العالم سواء المعادية او الحليفة .‬
ثالثا : ‬من ناحية الوثائق هل هي ‬وثائق حقيقية وغير مزيفة اما انها مزيفة ويقصد بها الترويج والدعاية والشهرة .‬
رابعا : ‬ان ما حدث هو عبارة عن سيناريو من طرف مستفيد ولا ‬يخفى على احد معرفته لأنه هو الوحيد الذي ‬لم ‬يتم التطرق اليه من قبل هذه الوثائق ولم ‬يكن محور اهتمام الموقع بنشر وثائق تدينه .‬
خامسا : ‬هناك من رأى انه ‬يجب ان ‬يكون هناك ديمقراطية كافية ‬يجب من خلالها التعبير عن الرأي ‬وفق معايير سليمة تسمح للمواطن العادي ‬وضع الحكومات والدول العظمى تحت معيار النزاهة والصدق وان هذا الموقع جزء من الاعلام ويجب ان ‬ينشر كل ما ‬يحتاجه العامة .‬
سادسا : ‬ان كل ما تم تسريبه حتى الآن ‬يظهر لنا من بعيد او من قريب ان الغرض منه هو ايقاع الفتنة بين الدول العربية مع بعضها البعض من ناحية ومع الدول العربية وايران من ناحية اخرى ولعل اهمها الأخبار التي ‬تصدرت معظم صحف الدول العربية التي ‬تقول ان المملكة العربية السعودية اقترحت تشكيل قوة بهدف التدخل في ‬لبنان والقضاء على حزب الله وذلك بمساعدة الولايات المتحدة الاميركية وحلف الاطلنطي، ‬وايضا ان الحزب لديه قوة عسكرية في ‬سورية .‬
سابعا : ‬ظهور جماعات من قراصنة النت مؤيدين للموقع وتهاجم مواقع الشركات التي ‬قطعت علاقتها مع موقع ويكليكس وقامت بالفعل باحداث عطل وأعمال قرصنة في ‬تلك المواقع مثل موقع شركتي ‬البطاقات الائتمانية »‬فيزا « ‬و»ماستر كارد « ‬كجزء من عملية انتقامية ممن ‬يهاجم موقع ويكليكس .‬
بعد هذا العرض الموجز، ‬هل ‬يمكن ترجيح احد هذه المحاور السبعة؟ وما الدليل الذي ‬يقطع الشك في ‬ترجيح محور على آخر؟ ان ما حدث من ضجة اعلامية هائلة حول ما حدث من تسريبات هو دليل كاف على ان هناك طرفا مستفيدا من انتشار الموضوع وجعله ‬يشغل مساحة كافية من تفكير الرأي ‬العام في ‬جميع دول العالم، ‬ويجعلنا نرجح محورا آخر اعتقد انه ظهر جليا بعد الإلمام بجوانب الموضوع لعله نوع من »‬اللعب على المكشوف «. ‬لقد ظهر امام العالم اجمع بعض العلاقات الحرجة التي ‬تورط الكثير من الدول وتظهر نواياها السيئة تجاه دول اخرى ألم توافقني ‬الرأي ‬في ‬ان هذا دليل على قياس رد فعل الرأي ‬العام لما سوف تقوم به الدول المعنية بالتسريبات في ‬الفترة القادمة ام ان ذلك تمهيد لحدث عظيم سوف تقوم به الدول العظمى ام انه نوع من نشر الفتن والضغائن بين شعوب العالم؟ ويبقى السؤال مطروحا : ‬ما الهدف من هذه الهالة الاعلامية الكبيرة التي ‬نالها هذا الموقع؟ وما الهدف من نشر هذه الكمية الكبيرة من الوثائق في ‬هذا التوقيت؟
رابط المقال على الجريدة 
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق