الاثنين، 24 أكتوبر 2011

العدل من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

قال الله تعالى: "إن الله يامر بالعدل والإحسان" وفي أية أخرى "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" والسنة النبوية المشرفة أيضا بينت أهمية العدل حيث ذكر الرسول صلى الله عليه سلم أول السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وفي مسند الإمام أحمد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أحب الخلق إلى الله إمام عادل).
إن قيمة العدل أكبر بكثير وأشمل بكثير مما نتخيل فلا ينبغي أن نقصر العدل على نوع معين فهناك العدل بين الأبناء والعدل بين الزوجات والعدل بين المتخاصمين ولكن يجب أن نهتم بكل أنواع العدل لأنه أساس الحياة ولا يمكن لحياة أن تستمر إذا تجاهلنا قيمة العدل.
إن العدل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو العدل في كل شيء عدل في خلقه فخلق الإنسان في أحسن تقويم (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ودعانا للتدبر في ذلك فقال (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) نعم جاء تكوين الإنسان وشكله بهذه الكيفية دليلا على عدل من الله سبحانه وتعالى قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وجعل العدل مبدأ أساسي في سير الحياة واستمرارها فأخذ الله القرى الظالمة بظلمهم ودمر جميع الأقوام الذين ظلموا والحمد لله العدل لقد جعل الله العدل في كل نواحي الحياة بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين المجتمع بأكمله.
وللأسف الشديد الآن تم حصر المفهوم الكبير للعدل في نوع واحد وهو العدل بين المتخاصميين وتجاهلنا العدل بين المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي أهم انواع العدل وسابقا عرف أفلاطون العدل حينما تحدث عن المدينة الفاضلة بأن يقوم كل إنسان في مجتمعه بالوظيفة التي تتلاءم مع طبيعته أفضل ما يمكن، والمجتمع العادل هو المجتمع الذي يتألف من هؤلاء الأفراد وهذا يكون ضد مفهوم القلة المستغلة التي تسعى لتحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين من أبناء مجتمعهم.
والآن الذي ينظر إلى الواقع الحالي يصاب بالدهشة والحيرة مما نحن فيه من غياب للعدالة الاجتماعية فلا يتم النظر إلى الكفاءات وإلى ما يمكن أن يقوم به الفرد داخل المجتمع ولكن هناك أشياء أخرى تحكم الوظائف التي يقوم بها الأفراد داخل المجتمع مثل (الواسطة – المحسوبية – المال – الجاه – الصيت ) لم نعلم إلى متى سيستمر هذا الحال بالمسئولين وهم يخالفون قوى الطبيعة نعم لأن حركة الكون تسير بقدر وبعدل لذلك هي تستمر ولكن هؤلاء المسئولين يخالفون نظام الكون ويتحدون خالقه بكبرهم.
وأنا في هذا الشهر الكريم أذكرهم وأذكر نفسي بأن العدل والعدالة الاجتماعية شيء أساسي لاستمرار الحياة في بلدنا الكريم ويجب علينا جميعا المحافظة عليه حتى يستمر وحتى يستمروا هم أيضا.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق