الاثنين، 24 أكتوبر 2011

تحدثنا أم لم نتحدث سواء من المقالات المنشورة لليشخ مشعل مالك محمد الصباح

إن القوم الذين لا يعملون بالنصيحة ولا يستمعون للتحذير من الخطر ويكابرون ولا يقبلون الإرشاد ويصرون على التوجه في طريقهم حتى ولو كان خطأ أو بنهايته الهلاك لهم ولا يلتفتون إلى أحد مهما كثرت الأصوات من حولهم لهدايتهم ولإعادتهم إلى الطريق الصحيح يعتبرون من الذين ختم الله على قلوب وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.
قال تعالى (إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) لقد وصف الله الكفار بأن البلاغ والتحذير لا يجدي معهم فسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم أي لا يغير ذلك فيهم لأن قلوبهم عليها غشواة وكذلك سمعهم وأبصارهم.
يظهر لنا جليا من الأية السابقة وتتبين لنا سنة الله تعالى في أهل العناد والمكابرة والإِصرار بأن الله تعالى يحرمهم الهداية وذلك بتعطيل حواسهم حتى لا ينتفعوا بها فلا يؤمنوا ولا يهتدوا، فيجب عدم العناد وعدم الإصرار على الاستبداد والظلم والفساد الموجب للعذاب العظيم.
والقاعدة التي يمكن أن نستنبطها من هذه الآية هي (اتباع الحق وعدم المكابرة بتجاهله أو تركه أو الالتفاف عليه ويجب ان نعمل بالنصح والتحذير من الخطر وأن نضع كل ما يقال لنا في بؤرة الاهتمام فنتبع الحق ونبتعد عن الباطل حتى لا يكون سواء بالنسبة لنا أن يوجه إلينا نصح أم لا لأن ذلك من صفات معدومي الهداية الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
ويمكن أن نستخلص هذا القاعدة من واقع الأمة العربية الآن فكم سقط من رؤساء وكم سقطت من أنظمة كان سواء عندهم تحدثت شعوبهم عن الظلم الواقع عليهم أم لم يتحدثوا لذلك لم تهتدي هذه الأنظمة وأصحابها اصطدموا بالنهاية المؤلمة نعم كم من معارضين لهذه الانظمة وكم من صرخات صادقة خرجت من مواطنين صالحين طالبت بتغيير الوضع الذي كانوا عليه وكم نداءات لمظلومين اشتد عليهم وقع هذه الأنظمة وللاسف لم تبالي هذه الأنظمة فسواء عليهم إزدادت الصراخات أو المطالبات بالعدل والحريات أم لم تزداد فلم يتأثروا ولم يتحركوا وكابروا حتى جاءتهم النهاية المحتمة التي يعلمها الجميع وذلك الكبر لا يجتمع مع الهداية أبدا.
هديا بما سبق أخشى ما أخشاه أن تصبح هذه الصورة المتكررة التي رأيناها والتي نراها هي التي سوف نكون عليها في المستقبل فكم من معارضين وكم من مستغيثين وكم من مظلومين وكم من كتاب صادقين وكم من أحرار وكم من رجال تذمروا من الحالة المتدينة التي وصلت إليها أداء مؤسسات الدولة ولا مجيب
وكم من دعاة للتنمية وكم من دعاة للنهوض وكم من دعاة لتطوير التعليم والصحة وغيرها من القطاعات لم يلتفت إليهم وكأنما هم في وادي والمسئولين في وادي أخر مما يجعلنا نتأكد بأن سواء علينا نصحنا هؤلاء المسئولين أم لم ننصحهم لا يعملون بالنصيحة ولا يستمعون إليها أصلا.
أتمنى أن يضع المسئولون في الاعتبارا هذه النداءات الآن أتمنى أن يعلم المسئولون الصف الأخير الذي هو السواد الأعظم الذي هو بعيد كل البعد عن الاهتمام في كل شيء هذا الصف الأخير الذي أصبح ضحية السياسات الخاطئة التي يتبعها المسئولين وأصبح ضحية أداء حكومي هزيل لا يلبي مطالبهم.
أصحاب الصف الأخير من المواطنين العاديين والمهمشين لماذا لا تصل معاناتهم الحقيقية عند المسئولين هل المسئولين يعلمون ولا يتحركون ام أن معاناتهم لم تصل إلى الآن؟؟ إن أصحاب الصف الأخير من المواطنين العاديين والمهمشين الذين لا يوجد لديهم الواسطة ولا المال الكافي ليأخذوا مكانهم المناسب بين أصحاب المال والنفوذ ولا يوجد لديهم الاهتمام الكافي الذي يناله أصحاب المال والنفوذ الذي يؤهلم لمواجهة تحديات الحياة.
أتمنى أن تصل صورة أصحاب الصف الأخير كما هي بنفس المعاناة بنفس الألم بنفس الكبت النفسي الذي يعيشون فيه بنفس التجاهل حتى يتسنى لنا جميعا حل هذه المشكلة الكبيرة التي قد تطيح بالجميع. حتى أبناء الأسرة الحاكمة أصبح بهم أصحاب الصف الأخير الذين يهمشون ويعانون دون مجيب ولا رقيب وهناك الكثير من ابناء الاسرة الذين عبروا عن مشاكلهم في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة ولايخفى على احد من هم فإن الظلم الذي انتشر في المجتمع نال من الجميع فلم يترك حتى الأسرة الحاكمة واصبح كبار المسئولين ينظرون إلى أبناء الاسرة بالتمييز في المعاملة فهناك درجات نعم درجة أولى ودرجة ثانية فأصحاب الدرجة الأولى
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أم بالنسبة لأصحاب الدرجة الثانية وأصحاب الصف الأخير فليس لهم حظ ولا نصيب ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
إن الأمراض التي أصابت مجتمعنا يعتبر السبب الحقيقي لها أننا بصدد مسئولين لا يسمعون أو يسمعون ولا يعملون أو يكابرون ويتكابرون لقد مللنا الحديث بلا مجيب وكثرة الانتقادات التي لا يلتفت إليها المسئولين. أرجو أن نتحرك جميعا لمواجهة هذا الظلم الذي دب في جذور مجتمعنا الحبيب والسبب الحقيقي فيه هو الكبر والمكابرة من المسئولين وعدم السماع إلى آلام الناس ومشاكلهم وعدم الأخذ بأيديهم وإدارة شئونهم بشكل صحيح بعيدا عن الظلم والتمييز، قال تعالى «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون» فإن الله يحصي لهم كل ما يعملون قال تعالى (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) هل سوف يلتفت المسئولون ام يكابرون ويتجاهلون.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق