الاثنين، 24 أكتوبر 2011

رحلة الظلم رحلة الظلم من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أي شخص طبيعي في هذه الحياة يمر بمراحل مختلفة سواء عمرية أو اجتماعية أو عملية فمن الناحية العمرية تكون هناك مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب ومرحلة الكهولة والشيخوخة ومن الناحية الاجتماعية قد ينتقل الإنسان من ظروف اجتماعية معينة إلى ظروف جتماعية أخرى من مكان إلى إخرى ومن الناحية العملية قد ينتقل الإنسان من عمل إلى أخر أو من بلا عمل إلى شخص يعمل أو العكس.
جرت سنة الحياة على التغيير وعدم الثبات على حال معين، فالحياة بالنسبة للإنسان مراحل وكل مرحلة تختلف عن المرحلة التي سبقتها كما أنها أيضا تختلف عن المرحلة التي تليها ومن المفترض أن يتطور الإنسان للافضل وأنه كلما زاد تقدما في هذه المراحل زاد خبرة وزاد معرفة وزاد رقي وتحضر ولكن المثير للاهتمام وللملاحظة أنه مع العمل باختلاف هذه المراحل وعدم وجود تشابه بينها إلا أن هناك عامل مشترك يفرض نفسه ألا وهو الظلم.
في البداية وجود الإنسان طفلا على هذه الأرض يتحدد الدور الذي يمكن أن يقوم به وينظر الجميع إليه ليس على إنه إنسان بل على إنه أبن فلان وتجمعه صلة قرابة مع فلان، يبدأ الظلم مبكرا حينما نضع نحن بني البشر قواعد وشروط وضوابط لم ينزل الله بها من سلطان وتتعارض مع صحيح الدين.
التمييز في بلادنا يبدأ منذ النشأة إلى الممات فعلى قدر الجاه والمال يكون المستقبل أي زمن هذا وإذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى غير مرحلة الطفولة نجد الشاب مثلا يقع تحت صنوف مختلفة من الفساد التي تفسد عليه حياته فبينما هو لم يعد الإعداد الصحيح نجده قد وقع ضحية تصرفات وقرارات مسئولين لا ينفعون أكثر مما يضرون، وإذا استقام له الحال واستطاع أن يجتهد بنفسه ويصل إلى درجة مرضية بالنسبة له يصطدم بالعادات والثقافات الفاسدة التي بثها المسئولون على مدار الكثير من الأعوام فلا يعمل ما يحب ولا يقدم له العون في بلد هو بلده ولا تسنح له الفرصة في المشاركة في بناء وطنه أي ظلم بعد ذلك.
وإذا انتقلت إلى مرحلة أخرى حيث استطاع هذا الفساد القاتل أن يجعل الجميع ييأس ويحاول عدم التطلع إلى محاربة الظلم أو مكافحة الفساد أو حتى معاونة الخير.
إن الثورة الحقيقية هي الثورة التي تهدف إلى تغيير القيم السائدة في المجتمع وطبعا لا تقوم ثورة إلا من أجل تغيير ما هو سيء وفاسد إذن السبب الأساسي وراء الثورة الحقيقية هو تغيير القيم الفاسدة التي دبت في المجتمع.
وما أكثر هذه القيم الآن وما أكثر الظلم الآن وما أكثر الفساد الآن لماذا يتم نشر هذه الثقافة وهذه القيم بين أبناء الوطن الذين هم أمانة في عنق الدولة يجب تنشأتهم بأفضل الطرق وإتاحة لهم أفضل السبل لماذا لا يتصدى أحد لهذه الثقافة التي جعلت الوطن يتكبد ويفقد الكثير.
لماذا لا يستطيع أحد أن يوقف رحلة الظلم التي يبدأ المواطن بمولده وينهيها بمماته وما هو المقابل الذي يحصل عليه هؤلاء المسئولون بعد كل هذه الخسائر التي أحلت بالوطن.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق