الأحد، 23 أكتوبر 2011

سياسة الشعارات من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

الذي يصيب الجميع بالإحباط ولاسيما في هذه الفترة هو أننا أصبحنا مهمومين بالقضاء على بعض المشاكل والفتن التي ظهرت على الساحة السياسية وعلى رأسها ما حدث في مجلس الأمة وغيرها من القضايا التي تمثلت في خروج بعض المتظاهرين المطالبين بإقالة عناصر الحكومة الحالية، ونسينا كلنا ما هو السبب الرئيسي لنشوب هذه الصراعات والفتن ونسينا الخطورة المترتبة على معالجة فروع المشكلة وترك جذورها تنبت وتتوغل في المجتمع الكويتي.
والذي يصيبني بالإحباط أكثر هو موقف البعض مما يحدث سواء بعض قادة رأي من إعلاميين أو غيرهم في المجتمع من هذه المشاكل حيث أصبح موقف البعض من هذه المشاكل السياسية هو التشخيص فقط دون إعطاء العلاج المناسب وأصبح دور البعض يقتصر على إخراج الشعارات الرنانة التي لا تؤدي إلى جديد.
لقد سئمنا من سياسة الشعارات التي لا تؤدي إلى جديد لقد سئمنا من سياسة الشعارات والوعود التي لا ترتبط بزمن إن الطبيب الماهر هو الذي يستطيع أن يشخص المرض وتشخيص المرض بشكل صحيح هو أول خطوة للعلاج والخطوة الثانية هي إعطاء المريض العلاج الصحيح الذي يساعده في القضاء على المرض.
ونحن إلى الآن نشاهد الكثير من البرامج الحوارية التي تتعلق بشتى أنواع القصور في الجانب السياسي وغيرها من الجوانب والكثير من كتاب المقالات والكثير من تصريحات السياسيين في شتى وسائل الإعلام ولله الحمد الجميع يشخص فقط ولا يهمنا ما إذا كان هذا التشخيص سليما أو غير سليما ولكن الذي أريد أن يعلمه الجميع أن البعض يشخص فقط دون إعطاء حل مناسب يمكن تطبيقه أو صرف علاج ملائم يمكن الاعتماد عليه في إزالة بعض هذه الأمراض والأسقام.
لقد مللنا سياسة الشعارات الرنانة والوعود التي لا نعرف لها زمن ونريد أن نعمل على أرض الواقع وننطلق من الواقع الفعلي الذي يتطلب من الجميع التوصل إلى التشخيص السليم ومن ثم تقديم العلاج والدواء المناسب لما يحدث.
ألم ينظر الجميع إلى المشكلة الأبدية بين الحكومة والمجلس ألم ينظر أحد إلى تطلعات الشعب وواجبات الحكومة ألم ينظر الجميع إلى ما يجري الآن من فتن ومن صراعات ومن خطورة على وحدة الأمة فلماذا نقبل إلى الآن الكلام فقط دون العمل ولماذا نقبل إلى الآن الشعارات فقط دون التخطيط والتنفيذ.
كل ما أستطيع أن أقوله للجميع كفانا شعارات رنانة كفانا وعود لم نأخذ منها إلى الكلام المعسول وتعالوا جميعا ننطلق من أرض الواقع بالعمل فقد مضى عصر الكلام المعسول والشعارات الرنانة والوعود التي لم تتحقق إلى الآن.
رابط المقال على الجريدة 
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق