الاثنين، 24 أكتوبر 2011

المسؤولون يدفعون الناس للتدخل في السياسة من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك الصباح

هناك الكثير من المبادئ التي انتشرت في الآيام الأخيرة والأحداث الماضية تعمل على زيادة الفجوة بين المسؤولين والمواطنين وكان من المفترض ألا تكون هناك فجوة أصلا لأن العلاقة بين المسؤولين والمواطنين علاقة تكاملية مبنية على تحقيق المصلحة العامة.
ويأتي على رأس هذه المبادئ التي تستمد من المذهب الميكافيلي الذي من وجهة نظري يعلي من قيمة الدهاء واستخدام القوة وتفضيل المصلحة الشخصية فوق المصلحة العامة للوطن وفرض سياسة الاتجاه الواحد، هذا المذهب الذي يتبنى أفكارا مثل «من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك، والغاية تبرر الوسيلة..» وغيرها من المبادئ.
وأنا لا أتهم المسؤولين باتباع المذهب الميكافيلي ولكن لسان حال المسؤولين ينبئ عن أكثر من ذلك حيث أصبح لهم مذهب جديد ينتهجه المسؤولون لا يعلم له أحد اسما ولكنه قد ظهرت ملامحه وخصائصه في هذه الأيام واصبح جليا على الرجل البسيط أن يقرأه بسهولة وأن يعلمه دون عناء.
قديما كانت الحكومات تبرر الدكتاتورية والاستبداد بالرأي على أن هناك نوعا من الدكتاتورية العادلة وكانت الحكومات توازن بين سيطرتها على السلطة ومناصبها ومصالحها في البلاد وفي نفس الوقت تحاول بقدر الإمكان أن ترضي المواطن وتحافظ على مصالحه نوعا ما وكانت الحياة تسير دون المساس بمصالح المسؤولين الشخصية أو مصالح المواطنين التي تعتبر مصلحة عامة وكان هذا الوضع مريحا نوعا ما مع وجود الكثير من الملاحظات عليه.
ولكن المرحلة الجديدة والمذهب الجديد الذي انتهجه المسؤولون اليوم ينبئ عن خطر شديد فهم لا يأخذون في الاعتبار المصالح العليا للبلاد ولا المصلحة العامة ولا حتى تسيير شؤون البلاد بنحو يرضي المواطنين واصبحوا يعملون بالمبدأ القائل «حبي لنفسي دون حبي لبلادي» وهذا ما دفع المسؤولين للتمسك بمناصبهم ومصالحهم الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة للبلاد.
بل وزاد على ذلك التدهور الذي لحق بجميع القطاعات داخل البلاد فالدولة تحولت إلى مخيم كبير في أحد الصحارى إذا انقطع عليه المدد في أي وقت من الأوقات ضاع الجميع دون مبالغة.
لم يعد في تفكير المسؤولين أنهم موجودون في مناصبهم لتحقيق آمال وطموح الوطن التي ألقت على عاتقهم ويأتي على رأسها على الأقل الاكتفاء الذاتي وخلق سياسات داخلية جديدة تعمل على تطوير القطاعات ودعمها بكل السبل لتمد الوطن بالكوادر الحقيقية التي تستطيع أن تحمل اللواء في المستقبل.
لم يعد في تفكير المسؤولين التوصل إلى إصلاحات سياسية تزيل الاحتقان بين التيارات الموجودة داخل الدولة وتعلي من المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة.
لم يفلح الكلام إلى الآن مع هؤلاء المسؤولين حتى يبدؤوا بصورة جدية في وضع الإصلاحات التي ترضي المواطنين.
فالمواطن الآن ومع هذه السياسات والمبادئ القديمة لم يعد أمامه إلى منفذ واحد ألا وهو التدخل في السياسة والعمل على إبداء رأيه بكل جرأة لأنه لم يعد ينفع السكوت وهو يرى قطاعات الدولة ومؤسساتها تتراخى وتتهاوى يوما بعد يوما ولم يعد يستطيع أن يجد نوعا من التعامل مع هؤلاء المسؤولين الذين يعيشون في برج عاجي بعيد عن هموم المواطن.
لماذا يدفع المسؤولون الجميع إلى الفوضى؟! لماذا لا يتحرك المسؤولون ويعالجون هذه الأمراض التي انتشرت في مجتمعنا في ظل اضطراب الأوضاع العربية وفي ظل التغيرات العالمية أما آن الوقت للبدء في احتواء الوطن قبل انتظار الزلزال
رابط المقال على تويتر
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق