الأحد، 23 أكتوبر 2011

دور الشباب وخبرة الكبار من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

كان للشباب دور بارز في تغيير الحياة السياسية في الوطن العربي وتغيير شكل الوطن العربي في الآونة الأخيرة، وذلك لما يمتلكه من قوة ونشاط وانفتاح على العالم وبقدرته على التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بصورة جيدة، فكان لما وقع عليه من ظلم جعله المحرك الرئيسي لأعظم الثورات ولا يخفى على أحد دور الشباب في الاحتجاجات الأخيرة، ولكن في ظل هذا الدور الفعال للشباب هل يمكن أن ينفردوا بالقرار دون اللجوء لذوي الخبرة من الكبار؟ وهل يمكن لهم أن يرسموا خارطة الطريقة المستقبلية لبلادهم دون الاستعانة بذوي الخبرة؟ في الحقيقة لا أحد ينكر أن الشباب كان محرك كل الاحتجاجات التي ظهرت أخيرا في الوطن العربي في كثير من الدول وهم لهم الفضل الأول في نجاح واستمرار هذه الاحتجاجات، لأنه يمتلكون القدرة والرؤية الصحيحة لمستقبل يرونه أفضل، ولكن يوجد بعض المواقف التي تنبئ عن عدم نضج هؤلاء الشباب سياسيا وقانونيا مما يجعلهم في حاجة إلى الاستفادة من خبرة الكبار فيجب الاستعانة بخبرة الكبار مثلا في وضع الدساتير وصياغة القوانين كما يراها الشعب ولكن بالطرق القانونية والأكاديمية والعملية التي تعود عليها ذوي الخبرة وهذا شيء مسلم به، فلا يقول أحد الشباب مثلا لقد وضعنا دستورا أو قانونا ويجب على الدولة والحكومات أن تنفذه، نحن مع أن الشباب قد أدرك خطر المشكلة هذا الخطر الذي سوف يصيب البلاد إذا استمرت على السياسات القديمة وأبدى انزعاجه من بعض القوانين وبعض الأوضاع السياسية وأبدى خوفة من الظلم وعدم العدالة والتمييز ونتشار الفساد وهذا كله شيء جميل ولكن ينبغي أن يتكاتف الشباب وذوي الخبرة من الكبار للقضاء على هذه المشاكل وهذا الخطر ورسم واقع سياسي جديدا يحقق متطلبات الشعوب يتكاتف الكبار والشباب من أجل خلق دساتير وقوانين تمنح الجميع العدل والحق والمساواة وغيرها من الحقوق العامة التي لا جدال فيها.
ومن خلال قراءة للثورات العربية الناجحة نرى أنها نموذجا جيدا لهذه الروح فقد كان الشباب محرك الثورة وأيده الشعب في ذلك حتى نجحت الثورة وأول شيء قام به الشباب هو الاستعانة بذوي الخبرة من الكبار فشكلوا الحكومات نالت استحسان الجميع والتي استعانت ببعض العلماء ذوي الخبرة في رسم الطريق الذي تسير عليه البلاد، وهذا لا يمنع وجود بعض الشباب الذي آثر التصرف منفردا دون الاستعانة بذوي الخبرة ولكن كان الأغلبية العظمى من الشباب مؤيدة ذوي الخبرة إذا ساروا على الطريق الصحيح.
والآن وبعد هذه التغيرات والتطورات في جميع أنحاء الوطن العربي وبعد انفتاح معظم الشعوب نجد أن المسئولين يعتمدون في تولية الحقائب الوزارية على اعتبارات أخرى لا يعلمها أحد فلا يجعلونها لذوي الخبرة من الكبار ولا العلماء ولا يجعلوا للشباب فيها رأي أو تطلع أو طموح، ولا يعلم أحد متى يمكن أن تستفيد الكويت من كفاءاتها من ذوي الخبرة الكبار والعلماء وقوة ونشاط وحماس شبابها العظيم.
 رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق