الاثنين، 24 أكتوبر 2011

صناعة النجوم والشخصيات العامة من المقالات المنشورة للشيخ مشعل الصباح

لعل من الأشياء البارزة التي كانت تميز الشرق العربي عن الغرب في الماضي أن بلاد المشرق العربي كانت تعلي من قيمة الأخلاق الفاضلة فتخلطها بكل شيء حتى السياسة نعم كانت سياسات المشرق العربي لا تخلوا من الأخلاق الفاضلة النبيلة والتاريخ خير شاهد على مدار السنين منذ ظهور الإسلام إلى انهيار الخلافة العثمانية فالجميع كان يعلم الفرق بين الشرق والغرب عندما ينظر لسلوكيات الجيوش الإسلامية العربية وسلوكيات الجيوش الغربية الشنيعة الفظيعة في الحروب.
ولكن مع تأثر الشرق بالغرب وتمكن الغرب من السيطرة على الشرق أصبح الشرق مقلد ومحاكي للغرب دون النظر إلى شكل أو مضمون هذا التقليد إنما العلاقة بين الشرق والغرب الآن أصبحت قائمة على التقليد فقد دون تفكير وياليت هذا التقليد في جميع الأمور التي قد تفيد ولكن هذا التقليد في الشكل وفي كيفية إحكام السيطرة على الرعية الشعوب وفي محاكاة أقذر طرق السياسية للسيطرة على الشعوب العربية المغلوب على أمرها.
وبما أن الغرب يفصل السياسة عن الدين وعن الاخلاق فمباح له استخدام أي الطرق وكل الوسائل لأن مبدأهم الرئيسي الغاية تبرر الوسيلة بمعنى عندما تكون غايتهم حسنه فمباح لهم استخدام الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تحقيق هذه الغاية وهذا هو محل الخلاف بين السياسات الغربية التي لا تنظر إلى الاخلاق والسياسات العربية الإسلامية القديمة التي كانت تضع الأخلاق شرط أساسي لممارسة جميع السياسات.
وبسبب بعد الغرب كل البعد عن الأخلاق واتباعه شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تنفيذ ما يريد نجده يقع في حرج كبير أمام العالم وتناقض ليس له مثيل ويظهر هذا جيدا حيث أنهم
لا يسعون إلا لتحقيق هدفهم فقد وليس كما يقنعونا دائما أنهم يعملون على نشر الخير والسلام في جميع أنحاء العالم.
ففي الوقت الذي ينادون بفصل الدين عن السياسة وأن الدين ليس محرك لإقامة دولة أو لتسيير مصالح دولة نجدهم يدعمون إسرائيل كل الدعم لإقامة دولة دينية يهودية والمحرك الأساسي لها هو الدين والدليل على ذلك أنهم اختاروا مكان هذه الدولة في أرض الميعاد كما تخبرهم التوراة، وفي الوقت الذي ينادون فيه بالحريات تمنع فرنسا المسلمين الذين يعيشون فيها من الحرية فتطلب منهم التجرد من أي مظهر إسلامي مثل ارتداء الحجاب أو غير ذلك، هذا غير سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية في المسائل المتعلقة بالعرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض فتتدخل تدخلا عسكريا سريعا مخرب في جميع الدول العربية والإسلامية وتنتظر وتحذر وتكتفي بالإدانة في الدول الأخرى التي لا تمت للعرب والإسلام بصلة نعم أنها سياسة فصل الأخلاق عن السياسة وسياسة الضحك على الذقون والكذب والتضليل وسياسة الغاية تبرر الوسيلة.
قد يكون البعض قرأ الكثير عن السياسة القذرة التي يستخدمها الغرب ولكن الغريب في الأمر الذين يتبعون الأساليب القذرة التي ابتكرها الغرب ليستخدمونها في تضليل رعيتهم وشعوبهم وإحكام السيطرة عليهم فالجميع يعلم مصطلح الطابور الخامس وهو ويقصد به الجواسيس التي تستخدمهم الحكومة للسيطرة على شعوبهم هذا الطابور الذي يعيش بين الشعب كأنه فرد من أفراد الشعب ولكن له دور في الكذب والتضليل يقوم به متى أرادت الحكومة ذلك ومن هؤلاء كثير من الشخصيات العامة مثل نجوم السينما والإعلاميين المشهورين وكبار المفكرين وبعض المعارضين حتى يتم حبك القصة على المواطن المسكين والتمكن من خداعه وتضليله.
ولقد ظهر الطابور الخامس جليا في الدول العربية وظهر اعتمادهم عليه ورآه الناس بأعينهم قبل سقوط الأنظمة العربية التي سقطت وأثناء سقوطها بل وبعد سقوطها أيضا فسمعنا كثير ممن لقبوهم الناس بالقائمة السوداء للنجوم وكثير ما انكشف أمر المعارضين الذين تحولوا إلى مدافعين عن النظام ولكن بعد أن انتهت اللعبة وانكشف أمرهم وظهر للناس نفاقهم وتلقتهم حملات شرسة من الشعب فتكت بهم.
أنه من المؤسف أن تكون صناعة النجوم والشخصيات العامة هدف رئيسي للسيطرة على الشعوب وتوجيههم ونحن الأن نطلب التطلع إلى واقع أكثر شفافية نستطيع أن نتوجه فيه إلى التنمية والبناء بكل طاقة ممكنه، وإنه من المؤسف أن تعمل الحكومة على خلق شخصيات من المعارضة الوهمية التي يلتف حولها الناس وتساعدهم الحكومة في جعلهم نجوم لامعه يصدقهم الناس حينما يتحدثون ويسرون على دربهم عندما يسيرون وهم في الحقيقة لسان الحكومة وقلبها النابض.
أنه من العار أن نسير على سياسة هي في الأصل للغرب فلا تعرف الأخلاق وتبعد كل البعد عن الشفافية وعن الصدق وتعتمد على الوهم والخداع والتضليل الذي يؤخر الوطن ولا يعمل على تقدمه وينال منه ولا ينصره.
لقد مللنا هذا الأسلوب الساذج الذي تتبعه الحكومة وطريقها الواهية في صناعة النجوم اللامعة من المعارضين الذي يلتف حلوهم الناس ويثق بهم وهم في الأصل معارضة هشة تنطق بلسان الحكومة ولا يمكن أن تعبر عن مشاكل المواطن الحقيقي لقد فهمنا هذا الأسلوب ودرسناه جيدا وحفظنا هذه الوجوه التي نشرتها الحكومة في كل مكان وأصبحوا خداما لها نعم لقد أساءت التدبير والتوجه.
المواطن يعلم جيدا من يعبر عنه وعن مشاكله وعن همومه ومن يتحرك للدفاع عنه وعن مصالحه
ولا يمكن أبدأ أن ينخدع بنجم ساطع مزيف من صنع الحكومة وإذا انخدع مرة فلن ينخدع الثانية فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
كان الأولى على هذه الحكومة أن تعمل على تكافؤ الفرص التي تجعل النجوم الحقيقية تسطع وتلمع بحق وتجعل النجوم الوهمية والمزيفة تذهب بلا عوده فلا يرى أحد شعاعها ولا يصاب أحد بكذبها كان أولى على الحكومة أن تعمل على دعم النجوم الحقيقية في المجتمع بكل السبل لأنهم هم النجوم التي تعبر عن الوطن وتعيش همومه وتريد مصلحته.
لقد مللنا من الشخصيات التي ارتادت الديوانيات وانهالت على الحكومة بالاتهامات والسلبيات التي
لا تنتهي ويعجب الناس بكلامهم الرائع وعندما يذهبوا إلى الحكومة ومسئوليها يتقرب إليها وينشد ودها ويعلي من شأنها لمصلحة شخصية وليس لمصلحة الناس وللعلم أنه سوف يكون مؤثرا لو تمسك برأيه الذي يعبر عن الناس ويترك هذا الخداع الذي يجعل الشك والريبة تحيط به ويجعل الناس ينقلبون عليه في يوم من الأيام.
كان أولى على الحكومة بدل من صناعة نجوم الطابور الخامس أن تدعم النجوم الحقيقية في كل التخصصات فهناك نجوم سياسة حقيقيين لم يعلم عنهم أحد وهناك نجوم في الإعلام حقيقيين ولكنهم مهمشين وهناك نجوم في كل مجال حقيقيين وللأسف يغمرهم التراب الذي القته عليهم الحكومة التي لا تعرف إلا صناعة النجوم المضللة من المعارضين الوهميين الذين يعملون لصالحها ألا تعيد حكومتنا حساباتها؟؟؟!!!
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق