الاثنين، 24 أكتوبر 2011

الهدوء من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

الجميع تلقى التغيرات التي حدثت في البلدان العربية الشقيقة ببالغ القلق فبعد ثورة تونس وبعدها الثورة المصرية أخذت جميع الحكومات تترقب في قلق ما سوف يكون رد فعل الشعوب بعد هذه الثورات التي أطاحت بالحكومات العربية التي كانت من أقوى الحكومات القمعية بشكل كبير، والطبيعي في الأمر أن هناك بعض الدول الأخرى التي رأت في الثورة والاحتجاجات طريقا لها لتحقيق ما تريد ولتنفيذ ما تراه وإنها بدون هذه الطريقة لن تحصل على أي تقدم سياسي أو أي إصلاح في شتى المجالات.
وانطلقت بعضها في بعض البلدان العربية الأخرى الثورات والاحتجاجات والاعتصامات كادت أن تؤتي ثمارها في بعض الدول وكادت أن تنتهي في بعض الدول الأخرى.
ولكن ليس المهم في الأمر هو سرد ما حصل من ثورات واحتجاجات واعتصامات ولكن المهم هو التطورات والتغيرات التي حدثت بالفعل في هذه البلدان التي نجحت ثوراتها في تحقيق ما تريد أو حتى على الأقل جزء مما تريد فقد بدأت السياسات المصرية والتونسية تتغير وقد بدأت الإصلاحات في شتى المجالات وإن كانت بطيئة.
والمهم في الموضوع أن الدول العربية ليست بمعزل عما يدور في البلدان الأخرى وأن ما يتطلع إليه شعب دولة ويحققه يكون هدف الشعوب الأخرى ففي هذه الدول بدات مؤسساتها أيضا تستقل استقلالا حقيقيا وبدأ الإعلام أيضا يستقل استقلالا حقيقيا وبدأت السلطة تنتقل إلى الشعب بصورة أكثر إيجابية وبدأت الحريات تمارس تدريجيا وهذا ما شهدناه على أرض الواقع.
ولكن هنا في الكويت لم تتم أي إصلاحات أو حتى تم الحديث عن أي إصلاحات في أي من المجالات ولماذا يسيطر الهدوء الشديد على الأوضاع وفي أجواء الحكومة الحالية هل هي فعلا بمعزل عما يجري في الدول العربية الأخرى أما أنها لا تعزم على الإصلاح الحقيقي أم أنها تعلم وتختار الهدوء عن قصد.
نحن لا نريد أن يأخذ موضوع الاستجوابات جل اهتمامنا في هذه الفترة مع أنه شيء طبيعي وهذا جزء من دور النواب أن قاموا بتقديم الاستجوابات، ولكن الذي يجب أن ينال اهتمام الجميع الإصلاحات السياسية والاقتصادية وغيرها من الإصلاحات التي تستطيع أن تضع الكويت مرة أخرى في الصدارة وفي المقدمة.
أتمنى أن لا يستمر هذا الهدوء الذي يخيم على مستقبل الكويت ويحجب عن الجميع الأمل في إصلاحات سياسية واقتصادية تطمئن الجميع
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق