الأحد، 23 أكتوبر 2011

عصر تطبيق القانون على الضعفاء من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

كنا نعتقد اننا وصلنا الى مرحلة متقدمة من الرقي الانساني والتطور الاجتماعي تجعلنا أكثر انصافاً للحق واكثر اتباعاً له واكثر مساواة وعدلاً واكثر التزاماً بشريعة الحق، وكنا نعتقد ايضا ان عصر الظلم قد مضى وانتهى ببزوغ فجر الحريات الجديد وترك الظلمات والقوى الخفية التي تدفع الى الظلم.
وعندما نذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة المخزومية التي سرقت واهتم قومها بها فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء رده قاطعاً وواضحاً وجامعا ومانعاً لا يقبل التأويل، بأن قال صلى الله عليه وسلم «أتشفع في حد من حدود الله؟!»، ثم قام خطيباً فقال صلى الله عليه وسلم «انما اهلك الذين قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
تظهر لنا عظمة الدين الاسلامي حينما يتعامل مع الجميع على حد سواء دون تفريق، ففاطمة رضي الله عنها بنت نبي الأمة صلى الله عليه وسلم متساوية امام القانون مع اي انسان آخر هذا هو العدل بعينه وهذا هو النموذج الذي يجب ان يطبق اليوم ويجب ان نضعه نصب اعيننا.
للأسف الشديد اصبحنا اليوم في عصر تطبيق القانون على الضعفاء والمستضعفين ولا ندري ما خطورة هذا الطريق ولا ندري ما عاقبة هذا الطريق الذي تستحل به حقوق المظلومين وتستباح انسانيتهم دون رقيب ولا مجيب الا الله سبحانه وتعالى.
لقد صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والجميع يؤمن بما جاء به حيث يقول صلى الله عليه وسلم «انما اهلك من قبلكم» وهذا دليل على هلاك الجميع نعوذ بالله من الهلاك.
ويحركنا صوت الحكمة الذي يلح علينا ويدفعنا الى التخلي عن هذا الطريق الذي يمثل النهاية لهذه الامة، ويكون بداية الخسارة ان الوقوف امام كل مبادئها والقيم النبيلة التي اكتسبناها من ديننا الحنيف يعتبر مخالفا لاوامر الله وتحديا للفطرة السليمة التي فطر الله عليها الناس.
كما ان التخلي عن العادات العربية الاصيلة والتي اقرها الاسلام وتجاهلها يعتبر انسلاخا من الهوية العربية الاصلية التي تتميز بالاخلاق النبيلة والكريمة.
ان المساواة والعدالة امام القانون والقضاء على الفساد داخل مؤسسات الدولة امر بديهي وطبيعي ويجب التمسك به فالتخلي عن الواسطة والمحسوبية امر لا جدال فيه يجب ان يحسم لا محالة.
هناك الكثير من ملفات الظلم التي أساءت الى سمعة كويتنا في جميع المستويات وفي كل الطبقات لا تزال تحت ظلال الفساد.
وفي هذا الجو المليء بالمنغصات وبالظلم والاحتقانات يجب ان يقول المسؤولون من الآن لكل هذه الامراض لا – قبل ان يقال لهم لا.
رابط المقال على جريدة عالم اليوم 
رابط الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق