الاثنين، 24 أكتوبر 2011

استنساخ السياسات من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أثار استنساخ الكائنات الحية جدلا كبيرا علميا ودينيا وفي جميع الأوساط ، بعد أن استقر الأمر وأصبحت هناك أنواع كثيرة من استنساخ الكائنات الحية وأصبحت هناك أغراض كثيرة من هذا الاستنساخ إلا أن الدين والقوانين وقفت في طريق كل من يحاول تطبيق ذلك على البشر ومنعت بشدة أن تتم عمليات استنساخ بشر بأي حال من الأحوال، وتساوى في ذلك القانون مع الدين لمنع العبث بالبشر.
وبما أن الحياة قائمة على التجدد والتطوير فيجب أن يكون هناك تجديد وتطوير وتغيير لأن ذلك شيء طبيعي في الكون والتطور والتجدد هو سنة الله في الكون وبما أن سنة الله في الكون أنه يتطور ويتجدد إذن هناك حكمة كبيرة من التطوير التغيير والتجديد سواء علمنا هذه الحكمة أو لم نعلمها.
إلا أننا في اختيار الحكومة والسياسات أصبحنا لا نتحرى التطوير والتجدد فإن الثبات التقليدي والروتين الفعلي يعتبر هو السمة البارزة لاستمرار السياسات واستمرار الأشخاص وكأن هناك شرط واحد لاستمرار البلاد واستقرارها ألا وهو استنساخ السياسات القديمة حتى تصير سياسات حالية واستنساخ السياسة الحالية حتى تصير سياسات مستقبلية وهكذا.
لماذا نستنسخ السياسات ولا يوجد هناك أي تطوير أو تجديد أو تغيير؟؟!! لماذا يشترط أن تستنسخ الشخصيات حتى تستمر نعم أنها استنساخ للشخصيات واستنساخ للسياسيات استنساخ يكون مبرره الأول والأخير الحفاظ على الوضع الحالي دون تقدم أو تطوير.
فإنه يجب على كل رئيس وزراء أن يكون مثل سابقه حتى يكون رئيس وزراء ويجب على جميع الوزراء أن يكونوا صورة كاملة من سابقيهم حتى يكونوا وزراء وهكذا وهكذا استنساخ واستنساخ لا ينتهي.
نفس الصورة تتكرر والمأساة واحدة نفس المشكلة تتكرر والتبرير واحد إن دعم التغيير والتطوير ليس معناه عدم الاستقرار وليس معناه الفوضى ولكنه معناه الاستمرار الحقيقي.
لا يمكن أن يكون هناك استمرار حقيقي لأي سياسات إلا إذا كانت تأخذ في الاعتبار التطوير والتجديد والعمل على تحقيق المفروض وليس على قبول الواقع وعدم التعامل معه.
هل هذا يعتبر قصور في التفكير أم أن ذلك حركات مدروسة ومحكمة التنفيذ لتستنسخ السياسات والشخصيات.
لا طريق أمام الجميع إلى التطوير والتغيير والتجدد فهذا هو الضمان الحقيقي للاستمرار.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق