الأحد، 23 أكتوبر 2011

الشعب لايريد أي شيء من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك الصباح

الشعب هو قلب الأمة النابض وهو المحرك الحقيقي للتقدم ووقود التنمية وعناصره هو الكوادر الحقيقية التي تصنع المستحيل وإرادته هي الارادة الحقيقية التي لايستطيع احد ان يقف امامها وشعب الكويت لايحتاج تزكية ولايحتاج لأحد ان يتكلم عن اصالته واستمراره في جميع الظروف والماضي ينبئ الجميع عن عظمة هذا الشعب وعن قوته واصراره وعزمه على الاستمرار والنجاح فقد صمد في الأيام الخوالي الخالية من الطعام والشراب والايام التي انتشرت فيها الأوبئة والأمراض اعتمد على الطبيعة القاسية للصمود والعيش على قيد الحياة فسخر السفن للصيد سواء الاسماك أو اللؤلؤ واتخذ من التجارة وسيلة للبقاء فصنع من اللاشيء البقاء قبل وجود النفط ألا يستحق هذا الشعب كل تقدير واجلال فقد صمد في السراء والضراء في السلم والحرب وقدم الكثير من ابنائه على ارض هذا الوطن.
عندما ننظر إلى تعداد سكان الكويت نرى انه نسبة قليلة بالنسبة لتعداد لدول العالم المختلفة ومع ذلك ومع هذه النسبة القليلة نفتقد تطبيق العدالة الاجتماعية بين هذا العدد القليل ونفتقد المساواة الحقيقية التي هي اساس البناء والتقدم.
لقد تعرض هذا الشعب إلى صنوف مختلفة من الحملات المدروسة إلى حد يجعله يترك كل شيء بيد المسؤولين ويتحول الامر كله بيد المسؤولين.
فهم وحدهم من يقرر من يكون من المقربين ومن يقصى عن الحياة بأكملها وهم وحدهم من يتصرفون دون رقيب وبلا توجيه من احد إن هذا الاتجاه الذي جعل الشعب لايريد شيئا أو يطلب من الشعب ألا يريد أي شيء احكم قبضته وزاد بطشه والمستفيد من هذا الوضع مجموعة بسيطة من الافراد.
لقد اصبح الشعب فعلا لايريد شيئا بسبب الخطط المدروسة لاسكاته وبالمساعي الدائمة لانتشار الفساد وتهميش كل من يحاول مد يد العون للشعب فأصبح الشعب بعيدا عن الحياة السياسية.
كم جنى المسؤولون من هذه الحالة التي اصبحت عليها الأمة وما قيمة ذلك في مقابل ما حدث من تخلف وتأخر لهذه الأمة المسلوبة حقوقها.
وهل من الصعب على المسؤولين ان ينسجموا مع إرادة الشعب وإرادة الجماعة بدل من القضاء عليها وان كان تعداد السكان لايذكر بالنسبة للدول الأخرى.
ولكن اذا نجحتم في ان تجعلوا الشعب لايريد أي شيء الآن فهذا لايعني ان الشعب سوف يظل كذلك بل يأتي اليوم الذي يريد فيه الشعب ولايستطيع احد ان يقف امام ارادته.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق