الأحد، 23 أكتوبر 2011

وطن بلا فتن من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أي وطن في العالم يتميز بالتعددية سواء الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو غيرها من أنواع التعددية وإن وجود هذه التعددية التي تمثل سنة الله في الأرض والتي كانت موجودة على مر العصور ولا يستطيع أحد أن ينكرها لا يعني انتشار الفتن فهذه التعددية ليست بالضرورة وأن تكون وقود الفتنة أو مؤدية لها والذي يتخذها البعض شماعة يعلق عليها الفتن الحاصلة في الدولة خاطئ.
ولكن إذا نظرنا لأسباب الفتن نجد أن أسبابها كثيرة ومن هذه الأسباب والتي رأيناها ولا يخفى على أحد - في بعض الدول العربية ولا سيما التي حدثت بها ثورات- غياب الأمن فإن الفراغ الأمني يعمل على انتشار الفتن أو من ناحية أخرى أن يكون هناك خلل في المنظومة الأمنية داخل أي مجتمع يؤدي ذلك لاحداث فتنة وتعرض بالقول أو بالفعل بين أبناء المجتمع الواحد.
ورأينا أيضا أن جزءا من هذه الفتن مدبر من قبل الحكومات العربية لأغراض سياسية لا تعلمها إلا هذه الحكومات التي تعمل على إضعاف المجتمع المدني وإنهاكه بالصراعات الطافية والحزبية وغيرها من أنواع الصراع لانشغاله عن السياسة وتركه الجمل بما حمل.
ويعتبر هذان السببان هما أبرز الأسباب لإحداث الفتنة في أي مجتمع وإذا نظرنا إلى الوضع في الكويت فإننا لا نستبعد وجود هذين السببين ولاسيما بعد حدوث كثير من الأمور التي لم نجد لها تفسيرا ولا يعلم تفسيرها إلا المسؤولون الذين يرفضون تقديم تفسير واضح وصريح لها حتى الآن.
لقد ارتفعت لهجة إثارة الفتن المذهبية في الفترة الأخيرة بصورة مباشرة وغير مباشرة من تصرفات الحكومة من ناحية ومن بعض وسائل الإعلام من جهة أخرى وفي هذا الجو الذي يعيشه المواطن في ظل غياب التنمية والخلل الذي أصاب الحياة السياسية والفساد المنتشر وعدم وضوح الرؤية والشفافية توجه الكثير في طريق الفتن التي قد تكون مقصودة ومدروسة.
وفي نفس الوقت نرى دور الأمن قاصر على المتابعة فقط، إن الأمن القومي للدولة فوق أي خلاف وفوق أي شخصية فوق الجميع ويجب أن تكون هناك خطوات واضحة ومعلومة للقضاء على هذه النوع من السرطانات التي أصابت نسيج المجتمع بالفتن في كل المستويات حتى بين أبناء الأسرة الواحدة والمستفيد معروف.
كان نسيج المجتمع وسيظل جزءا لا يتجزأ والمسؤولون يعلمون جيدا من الذين وراء إحداث الفتن والصراعات بين أبناء هذا الوطن وهم وحدهم باستطاعتهم القضاء على هذه الفتن وأرجو أن يكون مبكرا قبل فوات الأوان نحن نريد وطنا بلا فتن.

رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق