الاثنين، 24 أكتوبر 2011

همزة الوصل من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أي تحرك يقوم به الإنسان أو أي عمل لابد أن يشمل شقين النية التي تدفع للقيام بهذا العمل وهي الشق الباطن للفعل، والشق الثاني وهو الظاهر يكون الفعل نفسه أيا كان أو العمل نفسه أيا كان.
والضرورة تقتضي أن يكون هذان الشقين متزامنين وملازمين حتى يتم العمل أو الفعل سواء كان هذا الفعل صواب أم خطأ فهناك نية تدفع لفعل شيء سيء فيقوم به صاحبه العكس صحيح إذن فالنية بغير العمل تكون أمنية بعيدة الأمل قد تحدث أو لا تحدث وفي الغالب عندما يطول الأمل يبطل العمل، وفي نفس الوقت العمل بلا نية وبلا قصد يكون عمل ارعن يدل على تصرف مجنون ولا يصدر عن عاقل أو حكيم.
لذلك ربط الإسلام النية بالعمل قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى) نعم لابد أن تتزامن النية بالعمل حتى يكمل العمل فتكتمل النتيجة المترتبة عليه من ثواب وعقاب.
واستنادا إلى ما سبق نتوصل إلى قاعدة منطقية وعامة يجب أن تكون ركيزة لبناء نتيجة قوية صحيحة وهي (النية بدون عمل روح بلا جسد والعمل بدون نية جسد بلا روح وهمزة الوصل هي الهمة التي التي تقرب المسافة بين النية والفعل نفسه فكلما زات الهمة زادت سرعة إنجاز الفعل وكلما قلت الهمة وضعفت قل وضعف إنجاز الفعل)
وبالنظر إلى أرض الواقع وبالمتابعة الدؤوبة للواقع الذي نعيشه نجد أننا بصدد أمنيات وأفكار وآراء نعبر عنها كالأمنيات بلا أفعال وبلا أعمال تعبر عنها- فكل من لديه نية تدفعه لحب هذا الوطن وكل من لديه نية لمكافحة الفساد وكل من لديه نية للوقوف أمام الظلم وكل من لدية نية ويتمنى أن يخلق واقع أفضل وكل من لديه نية أن يجعل دولته أكثر دولة متقدمة في العالم لابد أن يكلل هذه النية والهمة ويتزامن ويترابط معها الفعل الذي يخرج كل هذه النيات والأمنيات إلى النور ويجعلها قيد التنفيذ.
كل من يكتب في وسائل الإعلام المقروءة أو يظهر في وسائل الإعلام المرئية مثل البرامج الحوارية أو كل من يتحدث في جميع وسائل الاتصال الاجتماعي وجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة الجميع برمج نيته إلى كتابة فقط والجميع برمج نيته إلى حديث فقد قد تكون الكتابة فعلا وقد يكون الحديث فعلا كما أن للفعل أهمية لإظهار النية إلى النور فأن نوع الفعل هو الأكثر أهمية.
الجميع ينشد الإصلاح والجميع ينشد إحداث تنمية حقيقية والجميع ينشد واقع أفضل الجميع ينشد القضاء على الفساد في مؤسسات الدولة ولكن بالكتابة والحديث فقط لقد حان وقت الفعل الحقيقي الذي يجعلنا جميعا نرى النور ونعيش على أرض واقع حقيقي نحدد فيه خطواتنا كيفما نشاء وليس كما يفرض علينا.
إن الشباب الآن يتعطش للقيام بدورة الحقيقي وفي أتم الاستعداد لتقلد هذا الدور بالنشاط والحيوية والعطاء والكفاح وعلى أتم الاستعداد أن يجعل نفسه وقود للتنمية الحقيقية ووقود للإصلاح الفعال ولكن يجب همزة وصل تجمع هذا الشباب الذي توحد فكريا وتفرق جسديا الجميع يعمل حرص الشباب على تحقيق الإصلاح الجميع يعمل حرص الشباب على مواجهة الفساد الجميع يعلم مدى أهمية الشباب في تحقيق النهوض.
والحمد لله شباب الكويت يجمعهم فكر واحد وتوجه واحد وهم قادرون على فعل أي أصلاح بل هو واجب عليهم تجاه وطنهم ولكن يجب أن تكون هناك همزة وصل تجمع الشباب وتوحد كلمة الشعب فتحول النوايا إلى أفعال حقيقية قوية تدفع عجلة التنمية الحقيقية للصالح العام ولإفادة الجميع دون فساد أو تدهور أو ركود كما يحدث الآن، ولكن لابد من همزة وصل تجمع هذا الشباب، وأنا متأكد بأن الشباب قادرون على إيجاد همزة الوصل فيما بينه وفي أقرب وقت.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق