الأحد، 23 أكتوبر 2011

الحاجز النفسي من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

هناك حاجز نفسي يظهر بوضوح عندما نتحدث عن التغيير والإصلاح السياسي ولا نعلم ما هو المبرر الذي صنع هذا الحاجز النفسي ولماذا يقلق المسئولون عندما نتحدث عن الإصلاحات والتغييرات السياسية وغيرها من الإصلاحات والتغيرات في شتى المجالات.
وما هو سبب الإصرار على الاستمرار بنفس النهج ونفس السياسات ونفس الطرق في التعامل مع الشعوب والمواطنين هل هذا نابع من خوف من التغيير أو أن ذلك نابع من خوف غير مبرر وفي كلتا الحالتين ذلك الإصرار يقف أمام التقدم والرقي ويرجع بنا إلى الوراء أعوام ويعتبر خطوة على طريق التدهور وليس الإصلاح والتقدم.
وإذا نظرنا إلى جميع الدول العربية التي اختارت التغيير نجد أن الأمر أفضل بكثير على جميع المستويات فلننظر ماذا حدث فعلا بعد التغيير والإصلاح.
أولا: لقد قفزت هذه الشعوب قفزة واثقة تجاه الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية ولعل ما حدث بتونس ومصر هو خير دليل على ما يحدثه التغيير في الشعوب وما يدفع إليه من خطوات إيجابية أبهرت الجميع، وكل ذلك حدث في فترة قصيرة جدا لا تتعدى نصف سنة.
ثانيا: تحقيق مكاسب سياسية عظيمة وإعادة موازين القوى للعالم العربي مرة أخرى ولعل الموقف الفلسطيني خير دليل على ذلك بعد قبول فتح وحماس المصالحة وتوحيد الشعب الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني الذي كان أكبر ورقة تستغلها إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية.
لأول مرة تنتقل السلطة للشعوب بشكل فعلي فالشعب هو الآن فعلا مصدر التشريع والسلطات وهو القوة المهيمنة على القرارات المصيرية والحاسمة وتحديد سياسات الدولة بشكل واضح دون أدنى شك في ذلك.
وعلى مستوى التنمية فالتحركات التي رأينها في هذه الدول أصبحت يضرب بها المثل في أنها تحركات صائبة وفي نفس الوقت تعتبر تمت في وقت قياسي وهذا دليلا على ما تصنعه الحرية والعدالة والتوجه نحو المصلحة العامة.
لا يوجد مبرر واحد أمام الذين يقفون أمام أحداث تغيير سياسي حقيقي وإصلاحات تشمل جميع النواحي المختلفة تحمل آمال وتطلعات المواطنين في هذا الوقت الحاسم في هذا الوقت الذي رأى فيه الجميع فائدة التغيير والتطوير وإحراز المزيد من التقدم.
ليس هناك مبرر فعلا للحاجز النفسي من التغيير وإن أصر المسئولون على موقفهم فإن التغيير آتي لا محالة.
رابط المقال على الجريدة 
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق