الأحد، 23 أكتوبر 2011

الشعوب والحكام من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

ان ما شهده العالم العربي ‬من تطورات وتغيرات في ‬الاحداث الاخيرة والتي ‬لا تزال مستمرة ‬يجعلنا نعيد النظر من جديد في ‬العلاقة بين الشعوب والحكام، ‬هذه العلاقة التي ‬تتغير وتتطور عبر السنين والتي ‬لا تثبت على حال، ‬فربما تكون علاقة سمع وطاعة، ‬ومرة تكون علاقة اجبار ومرة تكون علاقة محايدة، ‬ومرة تكون ‬غاضبة ثائرة .‬
اذا نظرنا الى الشعوب نجدها تنظر الى الحاكم من خلال هذه الزوايا : ‬الشعوب تحب الحاكم القوي‬الذي ‬تثق به في ‬تسيير البلاد الى البر الآمن والذي ‬يطمئنون بقيادته والذي ‬يتعامل بندية مع حكام الدول الأخرى من أجل مصلحة البلاد . ‬وتنظر الشعوب دائما الى الحاكم على انه المعبر عنها، الناطق باسمها فاذا خالف ذلك نال استياء الشعب . ‬كما ان الشعوب تحب كل معاني ‬العدل والحرية والمساواة وكل القيم النبيلة التي ‬تحب ان تتوافر في ‬القيادة لأنها تمثل الشعب ككل . ‬وايضا دائما تأمل الشعوب وتحلم وتحيطها الكثير من الطموحات بتحقيق قيمة عالمية ونجاح ‬يلفت انظار العالم فية ‬شتى المجالات .‬
وفي ‬عالمنا العربي ‬اضيف بعض الاحلام الاخرى التي ‬تأمل الشعوب العربية في ‬تحقيقها وهي ‬ان تعود الشعوب العربية متحدة كما كان من قبل تحت خلافة اسلامية او اتحاد عربي ‬حقيقي ‬في ‬شتى المجالات. ‬وان ‬يستعيد العرب مكانتهم الضائعة في ‬العالم وان ‬يستردوا دورهم الحقيقي ‬واراضيهم الضائعة، ‬وطبعا لابد من الحياة الكريمة التي ‬تهيئ لهم فعل ذلك سواء ‬اقتصادية او اجتماعية او سياسية .‬
ولكن تكمن الخطورة عندما نرى النظرة المقابلة من الحكام التي ‬كانت كالصدمة بالنسبة لهم، ‬وأظهرت لنا الأحداث الاخيرة مدى ملامح هذه النظرة فحاكم ‬ينظر الى الشعب على انه الحاكم الاوحد الذي ‬لم يأتي بعده ولا قبله ‬يتعامل بدكتاتورية لا حدود لها .‬
وحاكم آخر ‬يتعامل مع الشعب كأنهم جرذان وجراثيم وحشرات، ‬وآخر ‬يفتح النار عليهم ‬ويحوك ضدهم المؤامرات، ‬واخر ‬يخاف على مكانته ويقدم بعض التضحيات، ‬وآخر ‬يقف مكتوف الايدي‬ في ‬ظل هذه التطورات الاقليمية التي ‬قد تعصف بالجميع .‬
ترى هل جنت الشعوب ذنبا لكي ‬تقابل احلامها بهذا الهجوم الذي ‬لا يعرف الرحمة، ‬ام ان هذه طبيعة متأصلة في الطبيعة البشرية؟
وقد* ‬يقول قائل : ‬ان الحكام ‬يواجهون ضغوطاً ‬خارجية تدفعهم لفعل هذه التجاوزات مع الشعوب وهذا اقل الضرر وان استبدادهم فيه حكمة ورحمة للشعوب وافضل من وقوع الفتن . ‬وقد ‬يحاول البعض تصديق هذا القول ولكن مع ظهور ‬فساد هؤلاء الحكام وظهور ما بددوه من آمال الشعب وما قاموا به من جرائم في ‬حق شعوبهم لا نستطيع ان نصدق هذا القول ولا نستطيع ان نسلم بهذه النظرية .‬
قد تنجح الشعوب العربية في ‬ان تصنع حكاماً ‬يمثلونهم ويحققون احلامهم وطموحاتهم وقد تنجح الشعوب ان تصنع حكاماً ‬يستطيعون محاسبتهم اذا ظهر عليهم فساد او تخلوا عن الدور المنشود، ‬ولم لا فربما ‬يكون هذا زمن تحقيق احلام الشعوب والدليل على ذلك ان الكثير من الشخصيات الذين كانوا وجهاء القوم اصبحوا اذلة والذين كانوا جلادين بالأمس اصبحوا مساجين اليوم .‬
رابط المقال على الجريدة 
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق