الأحد، 23 أكتوبر 2011

مشهد سينمائي من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

من المتوقع أن يتحول الخيال إلى حقيقة فكم من أفكار كانت مجرد خيال ثم تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال كثير من الأفلام السينمائية تميزت بالخيال وكثير ما يتحقق هذا الخيال على أرض الواقع فيما بعد، ولكن من الغريب أن تتحول الحقيقة إلى خيال وهذا ما حدث حينما رأينا مشهدا حقيقيا من واقع الحياة السياسية في دولة الكويت وهو مشهد الحكومة الكويتية يتحول إلى مشهد سينمائي يقوم على إعادة المشهد بنفس الوجوه السابقةإلا أن هذا المشهد يتحكم في مصير شعب بأكمله.
كثير من المرات يعاد تشكيل نفس الحكومة بنفس الطريقة وبنفس التفكير وبنفس الأسلوب دون النظر أي اعتبارات، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سوف تتعامل الحكومة الكويتية بهذه العقلية القديمة التي أصبحت مثيرة للدهشة وللغضب وأخذت النصيب الأكبر من حديث المواطنين فكانت مادة للجدل والنقاش حول مؤيد ومعارض وساخر وغاضب.
فعلى الرغم من أن المرات السابقة كانت سلبيات الحكومة لا تحصى ويظهر ذلك في ملف التعليم والصحة وتباطؤ التنمية وغيرها من السلبيات إلا أننا سوف نتناول اليوم مشكلة أكثر خطورة من هذه السلبيات ألا وهي التخبط وعدم وضوح الرؤية فالوضع الحالي يظهر بوضوح مدى التخبط الذي تمر به الحياة السياسية بدولة الكويت فالصورة الحالية تقول أن إعادة التشكيل الوزاري الجديد قد يستغرق أسبوع أو اثنين وقد علقنا على الطريقة والأسلوب والتفكير في هذا التشكيل سابقا، وفي نفس الوقت نرى أن هناك تعطيل لجلسات مجلس الأمة بحجة غياب الحكومة على حسب بعض الآراء، والبعض الآخر يرى أن هناك حق دستوري يتيح انعقاد جلسات مجلس الأمة رغم تقديم الحكومة استقالتها، إن ما حدث يمثل فراغ سياسي في دولة من المفترض أنها مستقرة وتتصرف بصورة طبيعية.
ومع الأسف إلى الآن لم تفي هذه الطريقة من تشكيل الحكومات بالوعود الاقتصادية والتنموية حتى بعد سن القوانين التي تتيح لها العمل والإصلاح وتمكنها من تحقيق هذه الوعود إلا أنها تجاهلت جميع القوانين وأرض الواقع خير مثال على ذلك فلم تنفذ الكثير من المشروعات الاستراتيجية المتعلقة بقانون خطة التنمية ولم نشهد أي إنجاز أو حتى تحرك في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى أنها أيضا لم تقوم بتنفيذ الكثير من القوانين التي تساعد المواطن في حل الكثير من مشاكله مثل إنشاء البيوت المدعمة والمنخفضة التكاليف لحل مشكلة المساكن الشعبية والعشوائية وغيرها من القوانين التي يكون المواطن في أمس الحاجة إليها مثلقانونإنشاءالمحطاتالكهربائيةوالذي شعر الجميع بالحاجة إليه بعدما كثر انقطاع التيار الكهربائي ومحطات تحليةالمياه والذي أحس الجميع بالحاجة إليه بعدما كثر انقطاع الماء في كثير من المناطق السكنية،تعودالمواطنين على الأخبار الخاصة بانقطاع المياة، كل هذا يجعلنا نتأكد تماما أن هذه الطريقة وهذا الفكر وهذا الاتجاه في اختيار الحكومات يصيبه الخلل.
لقد أصبح حلم بالنسبة لنا أن نرى هذا الفكر يتغير وهذا الأسلوب يتغير وهذه الطريقة تتغير في اختيار الحكومات ونأمل أن يتحقق الحلم ولاسيما بعد ما شهده العالم العربي من تطورات من حولنا ونحن لا نزال نعالج مشاكلنا بالطرق البائدة 
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق