الاثنين، 24 أكتوبر 2011

نقطة سوداء من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

ما هو السبب وراء تعطيل الحياة النيابية داخل الكويت؟ هذا السؤال يجب أن نبحث له عن حل ولاسيما بعد هذه الفترة العصيبة التي مر بها الوطن دون تحديد هوية الحياة النيابية داخل الكويت، وبعد حدوث الكثير من الانقسامات وتبادل التهم والاختلافات داخل مجلس الأمة الأمر الذي ينذر بالخطر ويدق نواقيس القلق في نفوس الكويتيين، لا تزال الإجابة على هذا السؤال غامضة ولكن يمكن أن نقدم عرض تاريخيا سريع وموجز عن الحياة النيابية والمرات التي تم حل فيها مجلس الأمة والنظر إليها بشكل أخر حتى يتسنى لنا الإجابة على هذا التساؤل وذلك من خلال ربط المرات التي تم فيها حل المجلس بالحياة السياسية وقت الحل والحياة السياسية بشكل عام.
ولقد تم حل مجلس الأمة أربع مرات وكانت المرة الأولى في (1976) وجه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح كلمة إلى الشعب بعد أن تأزم الموقف بين الحكومة ومجلس الأمة أعلن فيها حل المجلس وأمر بتنقيح الدستور ووقف العمل ببعض المواد.
وكانت المرة الثانية (1986) عندما وجه الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كلمة إلى الشعب الكويتي أعلن فيها عن حل مجلس الأمة وتعطيل بعض مواد الدستور.
وكانت المرة الثالثة (1999) حين أصدر سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح المرسوم رقم 134 لسنة 1999 بحل مجلس الأمة حلا دستوريا، وكانت مبررات الحكومة أنه حدث تعسف من بعض الممارسات النيابية.
وكانت المرة الرابعة (2006) حين أصدر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المرسوم رقم 146 لسنة 2006 بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة وكان السبب أيضا تشتت الرأي وانقسامه داخل مجلس الأمة.
لما كان ما تقدم وكان الثابت في صحيح الدستور والحياة السياسية أن نظام الحكم في دولة الكويت ديمقراطي فإن مجلس الأمة هو المؤسسة الوحيدة التي تمثل الشعب نيابيا وهذا يدل على أهمية المجلس الكبيرة مما يجعلنا نشعر بالخطر لسببين.
حل المجلس المتكرر والذي يعقبه تعديل أو تنقيح لبعض مواد الدستور وهذا يدل على أن هناك الكثير من النصوص يجب إعادة النظر فيها.

ومن ناحية أخرى هناك أسباب خفية تعمل على تعطيل الحياة النيابية داخل الدولة وزرع الفتن بين أعضاء المجلس ومعركة البوكسات الأخيرة كانت خير شاهد على ذلك.
تكرر هذا السيناريو من الأحداث حتى أصبح أشبه النقطة السوداء في تاريخ الحياة السياسية الكويتية ولا أعلم لماذا يترك المسئولون هذه النقطة السوداء دون محوها ومعالجة أسباب حدوثها.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق