الاثنين، 24 أكتوبر 2011

(تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أخوة الوطن والاشتراك في الرأي هي الأرضية الحقيقية التي يبنى عليها الاستقرار وينبت منها أي تقدم ونجاح وتنمية ورقي، أم استئثار أفراد معينين الحياة السياسية والرأي وتجاهل جميع العناصر الموجودة في الوطن وتتجاهل الرأي العام وتتجاهل حديث العامة وتتجاهل حديث المثقفين وتتجاهل حديث ما دونها من فئات وقوى وطنيه ما هو الأسم الحقيقي لهذه الظاهرة ولا يقول أحد هناك تمثيل نيابي ومجلس أمة فأنا أقصد الحريات العامة وحرية التعبير عن الرأي.
أصبح الجميع يتحدث عن أي أنسان يعبر عن رأيه في الواقع الذي يعيشه ويعبر عن رأيه في وطنه الذي نشأ على أرضه وكأنه إنسان ليس له أي حق في ذلك، استقر الناس على أن السياسة والرأي للسياسيين ولذوي المناصب - قال تعالى- (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) نعم قسمة غير عادلة أن نكون أخوة في الوطن ويستبد مجموعة من المسئولين برأيهم دون الناس بل يعملون على قمع أصوات من لا منصب له.
كل فرد يجب أن يعبر عن رأيه ويجب أن يتحدث في كل الأمور لم يقتصر الله سبحانه وتعالى الرأي واتخاذ القرار على فرد واحد ، بل جعل الجميع شركاء في الرأي ووصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم – قال تعالى - (وأمرهم شورى) فإذا طلب منا المسئولون في دولة الكويت أن نكون أصحاب مناصب حتى نتكلم في السياسة وندلي بآرائنا (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) إذا طلب المسئولون في دولة الكويت من المواطنين غير ذوي المناصب أن يكمموا أفواهم (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) نعم قسمة غير عادلة فالمواطن فرد من أفراد المجتمع يجب أن يفعل كل ما بوسعه حتى يتحقق الإصلاح الذي يرضاه لوطنه.
وفي القرآن الكريم (صاحب يس) الذي لم يخشى في قومه لومة لائم وكان فردا وتوجه على قومه ونصحهم وفقد في سبيل ذلك حياته قال تعالى (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) لقد جاء من أبعد مكان في المدينة حتى يقول الحق وهذا رأيه في مسألة لابد أن يبلغها للناس ولو فقد حياته في سبيلها وبالفعل فقد أودوا به قومه، وحتى مؤمن آل فرعون الذي كان يكتب إيمانه لم يترك بلدة التي نشأ فيها دون أن يدافع عن الحق قال تعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) هذان نموذجان من القرآن لفردين عاديين من أفراد المجتمع توجها للدفاع عن الحق وعدم السكوت عن الباطل والخوف على الوطن وعلى المجتمع الذي ينشأ الإنسان فيه وأولا وأخيرا دفاع عن الحق وإن الله سبحانه وتعالى مظهر الحق قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون).
لماذا يطلب المسئولون من الناس أن يكونوا صم بكم عمي، لماذا انعكست الأية فبدل من أن نأخذ في الاعتبار الرأي العام ورأي الديوانية ورأي المثقفين ورأي الطلاب ورأي المواطن العادي البسيط أصبح ذوي المناصب هم الأمر الناهي والجميع لهم مطيعون.
وإذا تحدث أحد في يوم توجه إليه الانتقادات الشديدة لابد أن يعلم الجميع أن تنازلهم عن نصرة الحق من السلبية والواجب عليهم معاقبة الظالم والوقوف في وجهه لأن ذلك واجب على كل فرد في المجتمع ويجب أن نثور جميع على هذه المبادئ السلبية التي تسللت إلى حياتنا الاجتماعية أفسدت علينا حياتنا قبل أن يندم الجميع (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ).
إن إعلاء قيمة الحوار وإعطاء مساحات للحرية في التعبير أمر لا جدال فيه وإن من دور أي مواطن مهما كان بسيط ان يعمل على تحقيق الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولا يعبأ بقول المحبطين من الذين استكانوا ورضوا بالسياسة الواهية التي زرعها فيهم المسئولون والتي ستكون سبب انتكاسهم ودمارهم.
رابط المقال على الجريدة
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق