الأحد، 23 أكتوبر 2011

الاستغراق في الحاضر من المقالات المنشورة للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن الاستغراق في الحاضر لايعني عدم التفكير في المستقبل لأن المستقبل أهم بكثير من الحاضر فالحاضر الذي نعيشه الآن قد تحددت ملامحه وعرفنا ماهي بدايته ونهايته وما توصلنا إليه، أما المستقبل فهو الذي يمثل ما نريد فيجب علينا الاهتمام بالمستقبل أكثر من الحاضر حتى يصبح هذا المستقبل في وقت من الأوقات حاضرا فإن كنا قد أعددنا إليه بكل عمل وإخلاص وحققنا ما كنا نريده فيصبح حاضرنا وقتئذ حاضرا مشرفا أما إذا استغرقنا في الحاضر وتركنا المستقبل فهذا معناه إننا نسير بلا رؤية.
إن جميع الدول التي قدمت للعالم نموذجا متقدما في شتى مجالات الحياة وأصبح اسمها يتردد في جميع وسائل الاعلام العالمية وتعاملاتها تغطي الاسواق العالمية وعلاقاتها الناجحة هي التي تحدد صلتها بالدول الأخرى كانت تسير وفق رؤية محددة وواضحة.
إن الرؤية بالنسبة للشعب هي الطريق الآمن الذي يصل بها إلى مستقبل أفضل وهي الأدوات الناجحة التي يستطيع من خلالها الشعب أن يتوصل إلى ما يتمناه ويحقق الحلم الذي ينشده.
لقد رأينا الكثير من الرؤى في دول العالم المتقدمة ونستطيع في أي وقت أن نحدد لنا رؤية نسير لتحقيقها من خلال العمل الجاد الطموح الذي يمكننا من تحقيق هذه الرؤية.
ولكن دعونا نسأل سؤالا واضحا وصريحا لايحتمل أكثر من إجابة شافية كافية ماهي الرؤية التي تسير عليها الحكومة الكويتية؟ وما هو الدور الذي تريد أن تلعبه الكويت في المستقبل.
لقد عكر صفو الصورة الحالية الكثير من الضباب وخيم على المستقبل الكثير من الغبار الذي يحجب عن أعيننا الكثير وإلى الآن لم نر أن هناك رؤية محددة وواضحة نستطيع من خلالها أن نتعرف على شكل الكويت بعد50 سنة أو أقل من ذلك.
إلى متى تكون العشوائية هي الطابع العام على المسؤولين ومتخذي القرار داخل الحكومة إلى متى نظل نبكي على الأطلال في وقت تتطلع الشعوب إلى مستقبل أفضل.
لم يعد أمامنا الآن إلا السير وفق رؤية محددة وواضحة تحقق طموحنا وتجعل حلمنا حقيقيا ومستقبلنا أفضل وأنا أطلب من المسؤولين أن يحددوا لنا هذه الرؤية بشكل لا يحتمل التأويل وفي غاية الوضوح
رابط المقال على الجريدة 
الصفحة الرسمية على تويتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق