الخميس، 15 مارس 2012

الشباب يحتاج لإعداد وتوجيه وليس مزايدات مقال للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أصغر قائد في الإسلام يأتي على جيش فيه أبو بكر وعمر بن الخطاب وكبار الصحابة  - رضوان الله عليهم – وقاد أسامة الجيش لمحاربة الروم وكانت من القوى العظمى في هذا الوقت، ولم ينته الحد بجعل قائد الجيش صغير السن حيث كان عمره 18 عاما بل ومشى على قدميه أبوبكر بكل رضاء نفس، وكان أسامة راكبا، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن، فقال: والله لا تنزل ووالله لا أركب.
السؤال الذي يطرح نفسه وبصورة ملحة ما هو نوع الإعداد والتدريب الذي تلقاه أسامه بن زيد حتى يتمكن من قيادة جيش في هذا العمر الصغير بل وجعله يتمكن من الانتصار على قوى من أكبر القوى في عصره؟؟
إذا عرفنا الإجابة على هذا السؤال فإننا لا نحتاج إلى التصريحات الجوفاء التي ينادي بها المسؤولون للاهتمام بالشباب في دولة الكويت، ولا نحتاج المزايدة على الشباب الذين هم من أكثر الفئات ظلما وضياعا في المجتمع، الشباب لا يحتاج إلى شعارات ونداءات ولا مؤتمرات الدافع منها الشعور بالذنب في حق الشباب. الشباب يحتاج إلى قرارات وقوانين وتشريعات ومشاريع على أرض الواقع.
ولو نظرنا إلى كوريا الجنوبية كمثال كان بلدا مصنفا ضمن أفقر ثلاث دول في آسيا في منتصف القرن الماضي فإنه بلد فقير في موارده الطبيعية بالنسبة للدول الأخرى، أصبح اقتصاده الآن في المرتبة الثالثة بين أكبر الاقتصادات في آسيا، وفي المرتبة العاشرة بين أغنى دول العالم، هذا بفضل اهتمامهم بالشباب حيث توصلوا إلى أن التعليم هو مفتاح الانطلاق الاقتصادي والتنمية والتعليم يشمل جميع مراحل الحياة وبالأخص مراحل الشباب التي يكون فيها الاستعداد الفطري للإعداد والتعلم وتحقيق ثماره.
والجميع يرى الجامعات الأميركية وسمعتها العالمية واهتمامها بالبحث العلمي وتوفير أحدث التجهيزات والوسائط المساعدة للتدريس، ومتوسط انفاقها على الطالب يصل إلى 20 ألف دولار سنويا وهذا منذ سنوات والآن من المتوقع أن تكون هذه الميزانية مضاعفة مقارنة بالجامعات الأخرى لذلك في تصنيف لأفضل 200 جامعة احتلت 63 جامعة أميركية المراتب الأولى.
أتمنى ألا نسمع أي تصريحات أو كلام عن الاهتمام بالشباب في الكويت بعد ما تأكدنا أن كل ما ينوي المسؤولين فعله هو الحديث فقط.
لقد كان الشباب الذراع الحقيقي الذي وقع عليه العبء الأكبر في إحداث الإصلاحات السياسية الماضية وحشده وتجمعاته وتظاهراته هي كانت الفارق في تحديد مصير الكويت ووضعه على بداية الإصلاح السياسي والتنمية السياسية والآن نجده مهمشا في غاية التهميش لا نسمع عنه إلا شعارات.
فالشباب غائب عن المشاركة في بناء البلاد أو حتى الاستعانة برؤيته، للاسف الشديد الشباب عندنا يستغل استغلالا سيئا لصالح أغراض سياسية وبعد تحقيق هذه المكاسب يتم الالتفاف على مطالب الشباب والقضاء على طموحه.
لقد تم استبعاد الشباب عن الحياة السياسية واستثناؤه من أي مناصب قيادية في السلطة التنفيذية وغيرها حتى في الحياة النيابية لم يتم دعم الشباب مقابل المنافسين لهم الذين يمتلكون الأموال الطائلة والنتيجة تهميش الشباب إلى الأبد.
لقد وصل تهميش الشباب في جميع القطاعات وعلى كل المستويات والأصعدة حتى شباب الأسرة الحاكمة يعانون ما يعانون منه بسبب هذا السياسات المجحفة ضد الشباب وفي ظل نوع من التمييز يعيش شباب الكويت جميعه حالة من الظلم والضياع ولا يسمعون من المسؤولين إلا الشعارات والتصريحات التي تفتقد الإعداد والتوجيه والعمل الحقيقي البناء.
نحن لا نريد مزايدات على الشباب ولكن نريد تشريعات وقوانين ومشروعات للإعداد والتوجيه والعمل.
تويتر @meshalmalek
رابط المقال على جريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق