الثلاثاء، 20 مارس 2012

الكويت إلى الاسوأ مقال الشيخ مشعل مالك محمد الصباح جريدة المستقبل

هناك بعض القنوات الخاصة التي لا تراعي في الكويت إلاً ولا ذمة.. فبعد ما حدث من أحداث متتالية كان الهدف منها الفتك بنسيج المجتمع الكويتي وضرب رموزه وقبائله على شاشات تلك الفضائيات ، أصبح من الخطورة بمكان أن نغض الطرف عن هذه الخناجر المسمومة التي تضرب الوحدة الوطنية في مقتل، ويجب أن يعلم الجميع ما الهدف من الإعلام وما الغاية منه وما تأثيره على المجتمع وكيف يستغل لأغراض خبيثة.
إن الإعلام التلفزيوني بشكل عام يعتمد على فهم سلوك الجمهور، وما يحمل هذا الجمهور من خصائص وسمات مختلفة هو حجر الزاوية لكل صاحب رسالة إعلامية، لأن المشاهدين يقومون بتحويل كل ما يشاهدونه من الرسائل الإعلامية فيه إلى صور مختلفة تتعلق بإصدار عواطف مختلفة، كالفرح، الحزن، الحماس، التعاطف ..الخ.
أي أن مجموع القنوات الحالية التي نشاهدها ونتابع برامجها جزء من أفعالنا.. فإن كانت قناة إعلامية بناءة نفعت الناس بما تقدمه ، وإن كانت فاسدة موجهة لإحداث شرخ في الوحدة الوطنية أصابت الناس بشرها.
ولكن اللافت للنظر أن نرى كل هذه التجاوزات من الإعلام الخاص، ومع ذلك نجد من يدافع عنه ويرعاه رغم إلحاقه الفتن بالمجتمع الكويتي وإهدار قيمة القبيلة ورمز القبيلة.. لقد أصبح من الواضح متى انطلق هذا الإعلام الفاسد، ففي السبع سنوات الفائتة رأيناه يبذر بذوره وتمتد جذوره وتلتف أغصانه المليئة بالأشواك لتدمير النسيج الكويتي المتلاحم.
ومن اللافت للنظر أيضا أن نرى أن هذا النوع من الإعلام الخاص موجه فقط لإثارة الفتن فقط وأصيب من جرائه الكثير من القبائل التي هي في الأصل مصدر قوة وتماسك المجتمع الكويتي والنيل منها هو نيل من وحدة المجتمع الكويتي كله، فهذا الإعلام موجه للفتك بوحدة المجتمع .. وللأسف نرى من يدافع عنه ويقف لإخراجه من كل أزمة يقع بها جراء تطاوله على القبائل أو على مكون من مكونات المجتمع.
خلاصة القول.. إن الإعلام الفاسد له أثره على المجتمع ونحن الآن نحصد نتيجة هذا التأثير الفاسد من الفتن وغيرها، ففي ظل مسئولين بهذا النهج رأينا المرض يدب في جميع مؤسسات الدولة ، حيث الفساد والترهل وغياب الرؤية والاعتماد على الواسطة وترك الكفاءات وإدارة المؤسسات للمصالح الشخصية .. وأخيرا من يصدق أن دولة غنية مثل الكويت تحدث بها إضرابات بسبب قلة الأجور والرواتب ، ولو أن سياسة التقشف هذه كانت بدولة أخرى لكان الامر طبيعيا ، ولكن هل من المعقول أن يعاني موظفو الكويت من قلة المرتبات مع وجود فائض فلكي من الناتج القومي؟ .. نعم إننا في ظل مسئولين لا يتمتعون بشفافية، إلى جانب أنهم يرعون الفتن والإعلام الفاسد.
في ظل المسئولين الحاليين نرى حجم الممارسات ضد الحريات وضد الديمقراطية ، ونرى التناقض في تصريحات الديوان الأميري من موقف لأخر ونرى التمييز بين فئات وطبقات المجتمع والذي يصل في بعض الأحيان إلى أبناء الأسرة الواحدة ، فالتمييز بين أفراد الأسرة الحاكمة أصبح شيئا ظاهرا وطبيعيا ، وكذلك التمييز بين جميع قبائل الكويت. ونوعية المسئولين الذين يتولون المناصب الهامة في الكويت هم من يقومون بذلك .. فكيف يرتجى منهم خير للبلاد والعباد؟.
إننا نتعامل مع مسئولين بعيدين كل البعد عن إقامة القانون والعدل والمساواة ، وواقع الأحداث أثبت لنا أنهم يرعون الفتن وفي عهدهم استفحل الفساد وتمرد الموظفون والعمال.. ومن الواضح أن في ظل هؤلاء المسئولين تسير الكويت إلى الأسوأ.
الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
@meshalmalek

رابط المقال على جريدة المستقبل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق