الأحد، 8 أبريل 2012

كويت بدون شباب وطن بلا مستقبل مقال للشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن الشباب يجب أن يعمل بفهم حقيقي لواقع الكويت وما تقتضيه عملية التنمية من مهارات ، ولابد أن يسانده في ذلك العلم والامكانات، والدولة للأسف الشديد تحصر علم الشباب وإمكاناته ومهاراته في نطاق ضيق، وبالتالي لا يحقق الغاية المرجوة منه وتضيع هذه الثروة البشرية الثمينة بسبب عدم ترشيدها وتوجيهها من قبل المسئولين معدومي الضمير، هؤلاء المسئولون الذين يحولون النعم إلى نقم، وبدل أن يمهدوا الطريق أمام الشباب يضعون السدود العالية والعقبات المنيعة أمامهم.
إن طموح الشباب دائم دون كلل أو ملل للخروج بالكويت من النفق المظلم والواقع الأليم الذي كان السبب فيه المتآمرون على الوطن ممن يدعون أنهم قادة ويزايدون على تحقيق الصالح العام ليل نهار بتصريحاتهم الرنانة التي لا ينال الشعب منها إلى الكلام فقط، فهؤلاء هم الذين يقفون أمام طموح الشباب الذي يدفع الكويت إلى الأفق بلا حدود، فلا يقابل طموح الشباب إلا بجهود وممارسات هؤلاء المسئولين الذين يضعون لكل شيء حدودا ويقضون على أي طموح.
لقد غاب عن المسئولين أن يكونوا المثل والقدوة للشباب وسط هذا الكم الهائل من التورط في قضايا الفساد والأداء المتدني من جميع أفراد السلطة وكل من تقلد منصبا عاما بهدف خدمة البلاد، لم يقدم المسئولون نموذجا يحتذى للشباب ولكن قدموا نموذجا مشوها من فئة مسيطرة على السلطة هدفها الأول والأخير المصلحة المادية الشخصية البعيدة عن أي أخلاق أو بعد اجتماعي ، وقضايا الفساد وانتشار الفساد بجميع أنواعه تؤكد ذلك.
ويقف المسئولون أمام كل فكر حر جريء بالرغم من النداءات والوعود الكاذبة التي سمعناها من جميع المسئولين الذين تحدثوا عن الاهتمام بالشباب نجدهم يفعلون عكس ذلك، فالشباب في الكويت يحارب فكريا وتمارس عليه رقابة فكرية ، فجميع وسائل الإعلام مبرمجة لخدمة السلطة سواء خاصة أو حكومية وكما قال جوزيف جوبلز ” أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي” هناك رقابة من السلطة التي من المفترض أن تكون متصدية لكل هذه الممارسات بدل من أن تكون هي التي تمارسها بالإضافة إلى جهات أخرى تفرض الرقابة على أي اتجاه آخر غير الاتجاه السائد ، بمعنى أن هناك حجرا على المعارضة السياسية وبالتالي رقابة على فكر الشباب الذي لم يجد متنفسا إلا تويتر الذي وصلت إليه أيضا يد المسئولين وبدأت عمليات الاعتقال والمساءلة.
وهناك اتجاه سائد في السلطة الكويتية أيضا هو تهميش الشباب سياسيا حيث أننا نعيش في هذا العصر بما فيه من تقدم وحداثة في العالم ومازلنا تحت سيطرة فكر يفرض وصاية على الشباب من خلال القوانين التي عفى عليها الزمن ، فالقانون رقم 35 لسنة 1962 في شأن انتخابات أعضاء مجلس الأمة يحدد سن الناخب بأنه البالغ من العمر إحدى وعشرين سنة ميلادية كاملة ويستثنى من ذلك أيضا رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يصبح عمرهم يزيد على 21 عاما بهدف تقليل الشريحة التي من حقها الانتخاب وأيضا للجور على حق الشباب في الانتخاب الذي من المفترض أن يبدأ حقه في الانتخاب من سن الثمانية عشرة عاما.
أي أن الشباب مهدر بين تدهور قطاع التعليم ومهدر أيضا بسبب التجاهل السياسي بإبعاده عن المناصب السياسية والقيادية ، ووصل الأمر إلى أكثر من ذلك عندما تم تخفيض الشريحة التي من حقها الانتخاب في مجلس الامة من الشباب واشتراط سن الانتخاب 21 عاما وبعد كل ذلك فإن المجلس تأثيره محدود جدا في السلطة.
وكل ما نراه من مؤتمرات ونداءات من كبار المسئولين في الدولة هدفها دعم الشباب أو النهوض به مجرد دعاية إعلامية الهدف منها كسب الرأي العام وتخديره وإخماده ، وإلى الآن لم يضع أحد من المسئولين الحاليين في السلطة القواعد الحقيقية للنهوض بالشباب وجعلهم الدافع للتنمية.
وبما أن الشباب هو مستقبل الأمة وجميع المسئولين الحاليين يهدرون هذه الطاقة الهائلة فهذا معناه أننا نعيش في وطن بلا مستقبل والفضل لأصحاب السلطة وقيادتهم الرشيدة! الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
الشيخ / مشعل مالك محمد الصباح
@meshalmalek
رابط المقال على جريدة المستقبل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق