الجمعة، 13 يناير 2012

الشخصية الاستفهام مقال للشيخ مشعل مالك محمد الصباح في جريدة عالم اليوم


لا يخفى على أحد الرغبة الجامحة في إحداث الإصلاح، وتوجه المواطن الكويتي إلى طريق الإصلاح وتبنيه القضايا المتعلقة بالإصلاح، وكان تصاعد مطالب المقاومة الإصلاحية في إحداث الإصلإح السياسي والإصلاح الشامل في الفترة الحالية نابع من المشاكل الخطيرة التي هددت الأمن العام وهددت حاضر ومستقبل البلاد.
وبدأت نداءات المعارضين تنال تأييد شعبي جارف ظهر في الحشد الكبير الذي رأيناه في ساحة الإرادة وظهر في حجم العصيان المدني الذي شل مؤسسات الدولة من خلال الإضرابات والاعتراضات على تأخر عمليات الإصلاح في البلاد.
وجاءت القرارات السياسية الحالية نتيجة لمطالبات شعبية حيث تم قبول استقال الحكومة المقالة، وتم حل مجلس الأمة وأخذت الدولة تضع في الاعتبار أن هناك توجه شعبي يدعوا لتفعيل المشاركة الشعبية ووضعها بعين الاعتبار إثناء اتخاذ القرارات السياسية وإشراكها في الأمر وهذا تفعيل لمبدأ أن الشعب مصدر السلطات جميعا بنص الدستور.
ولكن هذه القوة الإصلاحية الضاربة التي استطاعت أن تفرض نفسها على ساحة الحياة السياسية وأصبحت تتدخل في صنع القرار السياسي بالدولة يجب أن تعلم جيدا أن هناك الكثير من الشخصيات المستفيدة المتسلقة والتي تعمل بكل ما تملك من قوة للحفاظ على الوضع كما هو دون إحداث تغيير أو تطوير.
فلابد أن تعمل القوى الشعبية على تصفية هذه الشخصيات والقضاء عليها وإبعادها نهائيا عن اتخاذ القرار ويجب أن تعمل أيضا على الحد من تأثيرهم على الرأي العام لأنهم هم أكثر تأثيرا على الرأي العام وتضليله فالأمر لا يتعلق  بتغيير الحكومة فقط.
فخلف كل وزير استقال وكلاء ومديرين لازالوا قائمين على أعمالهم أصبحوا ثوابت في المجتمع الكويتي مثل ثوابت الدستور وكأنهم أصبحوا مادة من مواد دستور البلاد هؤلاء الوكلاء والمديرون يعملون بنفس النهج الذي يشجع على انتشار الفساد وتأخر الإصلاح.
وهناك الكثير من الشخصيات السياسية التي تساعدهم في إفساد الحياة داخل البلاد وأنا أسمي هؤلاء بالشخصيات الوهمية المنافقة نعم هذه الشخصية الوهمية عندما تجلس مع جموع الناس تتلون بألوان عديدة وتخاطب كل مجموعة بتوجهاتها فإذا جلس مع معارضا تحدث معه بلسان المعارضة فيسرد فساد المسؤولين ويصل الأمر إلى أن يسبهم، وإذا جلس مع الموالين للدولة وللحكومة يكيل من الألفاظ السيئة على المعارضين.
هذه الشخصيات نحن نعلمها جيدا،، حيث أن النفاق هو طابعها العام، تجندهم الدولة لإخضاع الإصلاحيين فهم أداة في يد الدولة وفي يد الحكومات وللأسف الشديد ينخدع فيهم الكثير من الناس.
وإذا انفرد أحد هذه الشخصيات الوهمية المنافقة بأحد المصلحين يوجه إليه الكثير من الاتهامات والكثير من الانتقادات، وعندما يكلمه أحد الإصلاحيين عن مصلحة الوطن والمصلحة العامة ترى ابتسامات السخرية على وجهه ويقول له أنت راح تصلح الكون؟؟ والغريب عندما تراه في في ديوانية أو في حديث على الملاء يتغنى بحب الوطن ويتغنى بالأداء الحكومي.
إن الإصلاح الحقيقي يجب أن يتوجه للقضاء على هذه الشخصيات واستبعاداها تماما عن الحياة السياسية وحرمانها من أن تتقلد أي منصب أو أي دور سياسي يسمح لهم بالتأثير السلبي على عقول الناس.
إن هذه الشخصيات مثل السرطان في المجتمع، ويجب أن يتم استئصالها في أسرع وقت فلا مجال للنفاق في فترة الجميع يتوجه فيها إلى الإصلاح.
الشيخ / مشعل مالك محمد الصباح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق