الجمعة، 13 يناير 2012

نووي الشعوب مقال للشيخ مشعل مالك محمد الصباح على جريدة عالم اليوم


كيف تستطيع الشعوب تحقيق مطالبها بصورة سلمية؟؟ كيف تستطيع الشعوب التصدي للظلم والفساد بطريقة سلمية؟؟ أو كما قال جين شارب في مقدمة كتابه من الدكتاتورية إلى الديمقراطية كيف تستطيع الشعوب القضاء على الأنظمة الدكتاتورية؟؟ كل هذه أسئلة حازت اهتمام الكثير من المفكرين والعامة بل جميع بني الإنسان فهذا سؤال فطري ملح كيف يمكن القضاء على الظلم أو منعه؟
وفي ظروف مثل التي يمر بها العالم الآن نجد كثير من الأنظمة التي لا تعبر عن إرادة شعوبها وتخلق الكثير من الحواجز المعينه بين النظام الحاكم والشعب فتعمل على توغل الفساد وأحكام السيطرة على الحريات وتفشي الظلم القاتل بين الطبقات المختلفة داخل المجتمع وإن كانت دول الغرب قد سبقت الجميع من دول العالم الثالث ودول أخرى في توازن العلاقة بين النظام الحاكم والشعب إلى أن الكثير من دول العالم لازال يرزح تحت أنظمة تفصل الشعوب عنها فصل كامل.
ومن هذا المنطلق أخذت الكثير من الشعوب تجد لنفسها مخرجا ولكن تجنبا لسفك الدماء والخسارة في الآرواح استطاعت الشعوب الذكية أن تخلق وسائل إخرى للمقاومة والتصدي لهذه الأنظمة وهي المقاومة السلمية بدل من المقاومة العنيفة فإن المقاومة العنيفة تركت الكثير من الأثر السيء من دمار وخراب وخسارة في الأرواح والأموال فلابد أن تكون هناك وسائل أخرى غير الذبح المتبادل بين الشعوب الأنظمة.
إن الأنظمة القمعية الديكتاتورية لا تورث إلى الفقر والجريمة والبيروقراطية وتخريب البيئة فاتجه العالم بأكمله في العقود الأخيرة إلى الديمقراطية والحرية وعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إعادة بناء المجتمعات بصورة أكثر فاعلية من خلال الحريات السياسية والإصلاح السياسي.
ولكن كانت المشكلة في الوسائل كيف تواجه الشعوب أنظمة دكتاتورية راسخة بدون خسائر؟؟ وتماشيا مع هذه الظروف استطاعت الشعوب أن تخلق نوع من المقاومة اللاعنيف مبنى على الإصرار والإرادة والثقة بالنفس أن مصدر السلطة هو الشعب ويمكن للشعب أن يمنع التعاون الشعبي والمؤسساتي عن كل معتدي من الحكام وتقليص دور الدكتاتوريين منهم وقطع توفير مصادر القوة التي يعتمد عليها هؤلاء الحكام فإن الوسيلة الأولى أن لا يخضع الشعب لهذا النوع من الأنظمة، إن العامة وإن كانوا ضعافا إلا أنهم إذا اجتمعوا على عداء نظام أو حكومة فإنه لا يستطيع توفير الأمن لنفسه.
وبالفعل أخذت الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات والعصيان المدني تنتشر حتى تكون هي الوسيلة الجديد والسلاح الجديد الذي يمكن الشعوب من الفتك بالأنظمة الدكتاتورية بطريقة سلمية وآمنة وبقليل من الخسائر.
ولحسن حظ الشعوب اليوم أن هناك سلاح استراتيجي أقوى بكثيرا من كل الأسلحة مجتمعة أنه بمثابة السلاح النووي بالنسبة للشعوب يستخدمونه في الأوقات الحرجة أن هذا السلاح هو مواقع التواصل الاجتماعي نعم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر أنها الورقة الرابحة التي استطاعت أن تعلي صوت الشعوب فبعد ان استطاع الأنظمة القمعية ان تشكل إعلامها الحكومي والخاص كما تريد أن تظهر من تريد وتبعد من تريد استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تخلق ابطالا حقيقيين ومناضلين متفوقين يتصدون لأجهزة أمنية عاتية ويتغلبون عليها بكل سهولة.
نعم أن المواقع التواصل الاجتماعي هي نووي الشعوب الذي يفتك بالنظمة الدكتاتورية وهي الوسيلة المهمة التي تجمع وتحشد المناضلين على كلمة واحدة وهي أكبر منتدى لتبادل الآراء والأفكار، فمع مواقع التواصل الاجتماعي تكلم بكل صدق فإن صوتك سوف يصل وسوف تؤثر لا تسطيع أي قوة على وجه الأرض التصدي لهذا النوع من التواصل الجديد الذي دمج أفراد الشعب وجعلهم أكثر إيجابية وأكثر فعالية وأكثر تأثيره وأكثر تحقيقا للإصلاح وأكثر مقاومة للفساد.
نعم أنها القوة النووية الجديدة والسلطة الخامسة أنها سلاح الشعوب الاستراتيجي ولا يمكن لأي حكومة التصدي لها، وإذا حاولت الحكومة أن تقضي على أبطال هذه الوسائل زادهم قوة وزادهم تأثيرا نعم أنه نووي الشعوب.
الشيخ مشعل مالك محمد الصباح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق